في موعد صيفي استثنائي، يوقد المهرجان الدولي 24 ساعة مسرح دون انقطاع بالكاف (شمال غرب تونس)، خلال الفترة المتراوحة بين الـ27 والـ30 من جوان الجاري، شمعته الـ22.
وينتظم المهرجان هذا العام مع انطلاق موسم الحصاد الفلاحي بمطمورة تونس، الكاف “العالية”، مراهنا على وفاء جمهوره، وواعدا ببرمجة مختلفة وطريفة في احتفاء بأحدث إبداعات الفن الرابع في تونس وخارجها، وذلك بحضور أكثر من 40 عرض من تونس، والجزائر، وليبيا، والمغرب، ومصر، والعراق، والأردن، وفلسطين، وإيران، وفرنسا، والسنغال.
المسرح والدولة
وإيمانا بأنّ الفن مقاومة أو لا يكون، وفي انشغال بمستجدات السياق الراهن، وتحت شعار “لن ننسى” تهتمّ الدورة الـ22 للمهرجان الدولي 24 ساعة مسرح دون انقطاع بتطوّرات الحرب في غزّة، مساندة القضية الفلسطينية من خلال البحث والتفكير ضمن مائدة مستديرة بعنوان: “أين المسرح العربي من إبادة غزة؟” تحت إدارة محمد مسعود إدريس من تونس، وبمشاركة المسرحي التونسي علي اليحياوي، والمسرحي الأردني موسى السطري، والمسرحي الجزائري محمد شرشال، والممثلة والباحثة الفلسطينية نرمين فتوح.
ولأهمية الندوات الفكرية في إثراء ونقد الفعل المسرحي وتنشيطه وزيادة تأثيره، تهتمّ الندوة العلمية للمهرجان بموضوع “المسرح والدولة”، بمشاركة كل من الدكتور علي الفريوي من تونس، والدكتور نشأت مبارك من العراق، والدكتور محسن سراجي من إيران، وفادي الغول من فلسطين، وجيرار أستور من فرنسا.
وعلى درب المنهج التكويني الذي دأب عليه مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف من خلال مختبراته التي تستقطب المحترفين والهواة، سيكون للجانب التطبيقي حضورا نوعيا في مهرجان 24 ساعة مسرح دون انقطاع من خلال تنظيم ثلاث ورشات يؤمنها مسرحيون من تونس وخارجها.
وتتمحور الورشة الأولى حول “تعزيز العمل بالإضاءة المسرحيّة البديلة” تحت إشراف الدكتور عماد الخفاجي من العراق، والثانية حول “الماكياج المسرحي، صناعة الوجه غير المتوازن” بإشراف المسرحيّة فاطمة حزباوي من إيران، فيما تخصّص الورشة الثالثة لفن “البانتوميم” تحت إشراف الممثل المسرحي خالد بوزيد من تونس.
كما ينتظم لقاء حول “البسيكودراما والعلاج بالفن” موّجه لمديري ولمختصّي مراكز التربية المختصة بالكاف، تحت إشراف الدكتور رياض الزمال والدكتورة يسرى العطافي من تونس.
تكريم خاص لخميس الخياطي
وفي تحية تقدير واعتراف بالجميل، يكرّم المهرجان الدولي 24 ساعة مسرح دون انقطاع بالكاف هذا العام كل من صباح بوزويتة، وفوزية بدر، وراضية العرقي، ونبيل ميهوب، وعلاء الدين أيوب، وفتحي المديني.
وسيحظى ابن الجهة، الراحل خميس الخياطي بتكريم خاص، وهو الذي ساهم في إثراء مدونة النقد السينمائي وفنون الصورة بشكل عام محليا وعربيا.
كما يحتفي المهرجان بالتراث المادي وغير المادي لجهة الكاف من خلال عرض يجمع بين عبدالرحمان الشيخاوي، ولبنى مقري، وروضة خروبي، تحت إشراف المخرج صابر العمري.
وفي خروج عن فضاءات العرض الكلاسيكية، وتكريسا لحق الجميع في النفاذ إلى الثقافة، وانفتاحا على محيطه الواسع، يواصل مهرجان 24 ساعة مسرح دون انقطاع بالكاف تقديم العروض الفنية في المستشفيات ودار المسنين والساحات والشوارع والحدائق العمومية.
كما يقترح المهرجان على جمهوره وزواره ثلاثة معارض، حول تاريخ المسرح بالكاف، ومعرض آخر بعنوان “دروب المسرح” لمؤسّسة المسرح الوطني، وغرافيتي تكريما لغزة.
ومهرجان 24 ساعة مسرح دون انقطاع بالكاف تأسّس في بداية الألفية على يديْ المخرج المسرحي الأسعد بن عبدالله، ليكون عنوانا لاجتماع أكبر عدد مُمكن من العروض المسرحية والفرجوية من تونس وخارجها في مكان واحد، هو ولاية الكاف؛ عرابة الفن الرابع في تونس، وفي زمن مُحدّد يمتدّ على مدار دورة قمرية كاملة، وهي بادرة استثنائية ورائدة إقليميا ودوليا.
