"تونس ولادة" ،هذا الشعار يردده العديد عند الحصول على ميدالية أو التألق في أي رياضة و خاصة في التظاهرات العالمية أو الألعاب الأولمبية، لكن السؤال الذي يجب طرحه اليوم و الإجابة عنه بعد الألعاب الأولمبية، هل مازالت "تونس ولاادة" أو أن الرياضة في تراجع لعديد الأسباب و المسببات: الإمكانيات؟ الخبرات؟ أو غياب التأطير الصحيح للمواهب الصاعدة؟
تفصلنا أقل من 30 يوما عن الألعاب الأولمبية الصيفية بباريس 2024 و تونس تشارك ب 24 رياضي في 12 رياضة فقط ، عدد بسيط جدا مقارنة ب63 رياضي في 16 رياضة كانوا قد شاركوا في أولمبياد طوكيو مع غياب كلي للألعاب الجماعية في هذه النسخة مقارنة بسابقتها .
24 رياضي موهوب، من بينهم من يملك الخبرة السابقة و البعض الاخر يشارك لأول مرة في أولمبياد باريس، فهل ستتمكن تونس بهذا العدد البسيط من الرياضيين من تحقيق بعض الميداليات الملونة على غرار ذهبية الحفناوي و فضية الجندوبي بطوكيو أو ستكون هناك محاسبة للمسؤولين عن تراجع الرياضة التونسية في العالم و بصفة خاصة مقارنة بالعرب كمصر المشاركة ب 144 رياضي في 21 رياضة أوالمغرب التي ستشارك ب 55 رياضي .
في الرياضات الفرديةي ، تونس ستكون موجودة في عديد النهائيات في بعض الرياضات على غرار ألعاب القوى، حيث ستشهد مشاركة أولى، لمحمد أمين جهناوي و أحمد الجزيري في سباق 3000م حواجز و من الممنتظر أن يتحصلان على نتائج متقدمة بعد النتائج الممتازة في مختلف البطوات لهذه السنة و السنة الماضية.
أما في السباحة ،رغم غياب البطل الأولمبي أحمد الحفناوي ،الا أن اللاعب الصاعد و بطل فرنسا الأسبوع الفارط ،أحمد الجوادي، تمكن من التأهل بجدارة في ثلاثة سباقات و هذا يعتبر انجاز في حد ذاته و مواصلة لانجازات تونس في هذه الرياضة ، فالبطل أحمد الجوادي له فرصة كبيرة ليكون في نهائيات هذه السباقات الثلاثة و تحقيق نفس ما حققه زميله أحمد الحفناوي في أولمبياد طوكيو.
القصر الكبير أو ''Grand Palais'' بشارع الشنزيليزي في قلب العاصمة الفرنسية باريس،سيشهد مشاركة لاعب التايكوندو البطل، محمد خليل الجندوبي صاحب فضية الألعاب الأولمبية بطوكيو حيث سيحاول اهداء تونس أول ذهبية في هذا الاختصاص، و في نفس هذه الرياضة ستكون المشاركة الأولى للاعب فراس قطوسي في وزن أقل من 80 كغ و المتحصل مؤخرا على برونزية بطولة العالم بالمكسيك سنة 2022 و ذهبية الألعاب الافريقية سنة 2023 بأكرا بغينبا – فهل سيكون فراس مفاجأة هذا الاختصاص؟
و في نفس هذا الموقع ، سيشارك للمرة الثالثة بالألعاب للاعب المبارزة الموهوب و القاطن بالولايات المتحدة الأمريكية فارس فرجاني صاحب المرتبة 12 عالميا و المؤهل للحصول على مراكز متقدمة في هذه الدورة.
24 رياضي تونسي فقط سيكونون موجودين من بين 10,500 رياضي و رياضية مشاركين في هذه الألعاب الأولمبية – هل ستتمكن تونس من اثبات نظرية الكيفية على الكمية و التواجد في جدول الترتيب العام لعدد الميداليات أو أن هذه الألعاب ستكون جرس انذار واضح و صريح لجميع المسؤوليين عن الرياضة في تونس لتقييم الوضع العام و وضع خطة بعيدة المدى بوجود كفاءات تونسية للتحضير للألعاب الأولمبية بلوس أنجلوس 2028.
يذكر أن أولمبياد باريس ، سيسجل غياب البطل الأولمبي محمد أيوب الحفناوي و لاعبة التنس و المصنفة ال10 عالميا أنس جابر، بسبب الاصابة .
د.زياد عباس : خبير رياضي
