أقر رئيس الوزراء البريطاني وزعيم حزب المحافظين ريشي سوناك بهزيمة حزبه في الانتخابات التشريعية التي جرت أمس الخميس.
وأعلن سوناك عن تحمّله مسؤولية الخسارة الانتخابية الأسوإ للمحافظين في القرن العشرين، واصفا ساعات صدور نتائج الانتخابات بـ”الليلة الصعبة”.
وأضاف: “الناخبون أصدروا حكما واقعيا، وهناك الكثير لنتعلّمه ونفكّر فيه”.
وأسفرت نتائج التصويت عن هزيمة مدوية لحزب ألمحافظين، بعد خسارته أكثر من 200 مقعد في مجلس العموم البريطاني، في مقابل اكتساح ساحق لحزب العمال الذي تمكّن من تحقيق أغلبية صارخة.
وأعلن رئيس حزب العمال كير ستارمر في تجمّع احتفالي وسط أنصاره عن “تحقيق الانتصار”، قائلا: “لقد حان وقت التغيير الذي بدأ من هنا، هذه ديمقراطيتكم ومجتمعكم ومستقبلكم، وسأقاتل من أجل خدمتكم”.
وينهي الاكتساح الانتخابي لحزب العمال، 14 عاما من حكم المحافظين والذي شهد عدة محطات اقتصادية وسياسية عاصفة، كان أبرزها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وموجة التضخّم غير المسبوقة التي شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة في أعقاب جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، وارتفاع تكلفة الطاقة والمعيشة.
ووفق النتائج المسجّلة، فقد تمكّن حزب العمال من الفوز بأكثر من 400 مقعد من أصل 650 مقعدا بمجلس العموم، في حين لم ينجح المحافظون بالفوز إلّا بـ110 مقاعد.
بدورهم، حقّق “الديمقراطيون الأحرار” مكاسب انتخابية مهمة، وتمكّنوا من تحقّيق الفوز بعدة دوائر على حساب المحافظين، فيما خسر الحزب الوطني الإسكتلندي أغلب مقاعده.
ونجح حزب “إصلاح بريطانيا” المناهض للمهاجرين، بدوره في تحقيق مفاجأة انتخابية بحصوله على 13 مقعدا.
ومن المنظر أن يعلن من بعد ظهر اليوم رسميّا، عن تسمية زعيم حزب العمال كير ستارمر رئيسا للحكومة، بعد صدور النتائج النهائية.
وقالت مصادر إعلامية بريطانية، إنّه من المنتظر أن يغادر رئيس الوزراء المنتهية ولايته ريتشي سوناك مقر رئاسة الحكومة بـ”داونينغ ستريت” خلال ساعات.
وسيتّجه سوناك إلى قصر باكنغهام لتقديم استقالته إلى الملك تشارلز الثالث، الذي سيلتقي بعد ذلك كير ستارمر لتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة.