قد يكون من الصعب تشخيص سرطان المبيض لتلقي العلاج السريع، لأن الأعراض عادة لا يتم اكتشافها إلا بعد أن يستقر الورم بشكل جيد. ولهذا السبب من المهم أن تقوم جميع النساء بإجراء فحوص منتظمة مع الطبيب المعالج أو الطبيب النسائي لمراقبة أي تغييرات محتملة في صحتهن.
كما أنه من المهم الإبلاغ عن أية أعراض غير عادية لطبيبك على الفور. فإذا ما تمَّ تشخيص سرطان المبيض وعلاجه مبكراً، فمن الممكن تقليل خطر انتشار الورم.
وفي الوقت الحالي، لا يوجد فحص منظّم لسرطان المبيض، كما هو الحال في بعض السرطانات النسائية الأخرى مثل سرطان عنق الرحم وسرطان الثدي. لكن تتم مراقبة النساء اللواتي يحملن طفرات جينية محددة فقط بشكل منتظم على أساس فردي.
ووفقاً للاختصاصي في الجراحة النسائية والأمراض السرطانية الدكتور إريك سيبان، يعدُّ سرطان المبيض أحد أكثر أشكال السرطان فتكاً بالنساء. يمكن أن تكون الأعراض خفية ويصعب اكتشافها في المراحل المبكرة، ولكن من المهم طلب العناية الطبية فور ظهور الأعراض.
ما هو سرطان المبيض؟
سرطان المبيض هو مرض خطير يصيب النساء وعادة ما يتطور بصمت وببطء، حيث ينشأ عادة الورم الخبيث من الخلايا الموجودة في المبيضين.
وفيما لا تزال الأسباب الدقيقة لسرطان المبيض غير معروفة، إلا أنه يبدو أن هذا المرض مرتبط بعوامل وراثية (طفرة جينات BRCA 1 أو 2) والعوامل البيئية التي تزيد من المخاطر، مثل السمنة، ونزول الدورة الشهرية قبل سن الـ 12 عاماً، وانقطاع الطمث المتأخر، وغياب الحمل، وما إلى ذلك).
ومع الأسف غالباً ما يتم تشخيص سرطان المبيض في مرحلة متقدمة، لأنه من الصعب اكتشافه بسبب أعراضه التي غالباً ما يتم الخلط بينها وبين مشاكل صحية أخرى.
وعندما تتكاثر الخلايا السرطانية وتشكل ورماً يتطور سرطان المبيض. ويمكن بعد ذلك أن تنمو الخلايا السرطانية عن طريق الانتقال إلى المبيضين ودخول الأنسجة القريبة، مثل قناة فالوب والرحم.
إذا انتشر السرطان بشكل أكبر، فيمكن أن ينتشر إلى الأعضاء والأنسجة الأخرى ويشكل ما يسمى بـ"النقائل".
سرطان المبيض: ما هي الأعراض؟
سرطان المبيض غالباً ما يكون صامتاً من دون أعراض عند تشخيصه في مراحله المبكرة. ومع ذلك، عندما يبدأ الورم في التأثير على الأداء الطبيعي للجسم، قد تظهر الأعراض التالية:
نزيف نسائي غير طبيعي؛
إفرازات نسائية؛
الشعور بالثقل أو الكتلة في الحوض أو البطن؛
تورم البطن؛
ألم عند التبول أو زيادة تكرار البول؛
حرقة في المعدة؛
غثيان؛
التعب غير العادي؛
اضطرابات هضمية؛
فقدان الشهية؛
فقدان الوزن غير المبرر؛
تراكم السوائل في البطن (الاستسقاء)؛
السوائل حول الرئة (الانصباب الجنبي) أو السوائل في الساقين (الوذمة اللمفية)؛
صعوبات في التنفس.
عوامل الخطر للإصابة بسرطان المبيض
هناك عوامل خطر مختلفة تزيد من فرص الإصابة بسرطان المبيض في يوم ما. ومن بينها نجد الوراثة والعمر على وجه التحديد.
وبالتالي، تشير التقديرات إلى أن 10 إلى 15% من حالات سرطان المبيض ترتبط بطفرة جينية، تؤثر في أغلب الأحيان على جينات BRCA1 أو BRAC2 التي تشارك أيضأً في حدوث سرطان الثدي. بالإضافة إلى الوراثة.
كما ويعد العمر عامل خطر رئيسياً، حيث إن معظم حالات سرطان المبيض تحدث بعد سن الـ 65 عاماً.
تعد الفترات الأولى المبكرة (قبل سن 12 عاماً)، وانقطاع الطمث المتأخر (بعد سن 52 عاماً) و/أو غياب الحمل قبل سن 30 عاماً من عوامل الخطر كذلك.
إن بعض الأمراض المصاحبة، مثل التهاب بطانة الرحم، يمكن أن تزيد أيضاً من خطر الإصابة بسرطان المبيض.
علاجات سرطان المبيض
يتم تطوير بروتوكول العلاج لكل سرطان وكل مريضة على أساس كل حالة على حدة من قبل فريق طبي متعدد التخصصات.
ويعتمد اختيار العلاجات المناسبة على نوع الورم (درجته، ومرحلة التقدم، وما إلى ذلك) والملف الشخصي لكل مريضة (الاعتلال المشترك، والأهلية للعلاج، وما إلى ذلك)، بالإضافة إلى رغبتها الخاصة.
في معظم الحالات، الجراحة هي العلاج الذي يجعل من الممكن إزالة الورم السرطاني وكذلك الجهاز التناسلي بأكمله (المبيضين وقناتي فالوب والرحم)، وفي بعض الحالات، الأنسجة المحيطة لتقليل مخاطر عودة الأورام الخبيثة.
ووفقاً لدرجة خطر التكرار، يمكن استخدام العلاج الكيميائي بالإضافة إلى الجراحة (العلاج المساعد). يمكن لهذا العلاج أن يقضي على الخلايا السرطانية في أي مكان في الجسم، بما في ذلك تلك التي لا يمكن إزالتها بالجراحة.
هذا بالإضافة إلى العلاج المناعي والعلاج المهدّف الجديدين، واللذين يُشار إليهما أحياناً في التجارب السريرية لعلاج سرطان المبيض المتقدم.
أما بالنسبة للعلاج الإشعاعي في علاج سرطان المبيض، فهو نادر الاستخدام، لأن موقع المبيضين في البطن حساس، ويمكن أن يسبب العلاج الإشعاعي آثاراً جانبية خطيرة لا رجعة فيها.
ومع ذلك، يمكن الإشارة إليه لعلاج المرضى غير المؤهلين للعلاج الكيميائي، وكذلك لعلاج الأورام النقيلية الصغيرة كعلاج تلطيفي.