المجتمع

البشرة السوداء في تونس : جريمة يُعاقب عليها إلكترونيا

اشتعلت شاشة الهاتف مرة اخرى، اشعار جديد يبعث الرعب في قلب الفتاة التونسية العشرينية “'' نبراس مجنح ''، فقد اعتادت هذه الفترة تلقي عنف واعتداءات الكترونية تقض مضجعها لا لشيء فقط لانها تونسية ذات بشرة سوداء، خاصة بعد ما تعرض له افارقة جنوب الصحراء من اعتداءات في تونس خلال الفترة الماضية.

نبراس ليست الوحيدة من بين التونسيين/ات الذين يواجهون مثل هذه الاعتداءات اليومية على المواقع. فغيرها امين ولد ابهم والكثيرين والكثيرات الذين يواجهون هذه المشاكل يوميًا. 

https://soundcloud.com/islem-nefzi-276427138/repmfvw9zkpv

هذه الاعتداءات التي اصبحت خبزهم اليومي، باختلافاتها الجنسية واللفظية والعنصرية وتأثيراتها النفسية والاجتماعية، جعلت من هذه المواقع جحيم التونسيين/ات ذوي/ات البشرة السوداء. وخلقت جنسا جديدا من العنف خلافا لذلك الجسدي واللفظي والجنسي وغيرهم متمثل في المضايقات الالكترونية . 

واصبح رصد خطاب الكراهية والخطاب العنصري ضد أصحاب البشرة السوداء سائدا حتى في التعاملات اليومية للافراد والمؤسسات، حسب ما صرح به الأخصائي في المخاطر الرقمية "مكرم ضيفلي'' ، "في الممارسة اليومية لشغلنا تعرضنا لمحتوى فيه خطاب كراهية وفيه خطاب عنصري وخطاب يدعو إلى العنف".

هذا ويتفرع العنف الرقمي المسلط على ذوي/ات البشرة السوداء الى فروع منها التنمر الالكتروني، والإهانات، والتحرش، والتشهير. تصل احيانا الى حتى التهديد بالقتل او الاعتداء  الجسدي. كما يمكن أن يظهر هذا العنف في شكل تعليقات مسيئة، أو رسائل تهديد، أو حتى حملات تشويه تستهدف الأفراد بناء على لون بشرتهم، هذه الاعتداءات قد تكدر اهداف الاستغلال الفعلي لهذه المواقع والوسائل الالكترونية

العنف الرقمي المسلط على النساء ذوات البشرة السوداء

https://on.soundcloud.com/jS4CA 

في ظل تفشي هذه الظاهرة وانتشارها الواسع يبقى التعتيم سيد الموقف، سوسيولوجيا اما خوف من الوصم او كذلك غياب وسائل التبليغ والحماية. وحتى ضيق مجال التوعية والمشاركة الفعالة في الحد من انتشار الاعتداءات الالكترونية المتكررة على اصحاب/ صاحبات البشرة السوداء في تونس، المشكلة  تتجاوز نبراس وغيرها من الضحايا، إذ تشير تقارير إلى أن التونسيين من ذوي البشرة السوداء يتعرضون لأشكال متنوعة من العنف الرقمي، يستغله المعتدين لشن هجماتها، مما يخلق جوا من الخوف والقلق بين الضحايا

" الا أن الأرقام والاحصائيات لحالات العنف الرقمي ضد التونسيين من ذوي وذوات البشرة تغيب بسبب غياب التبليغ من قبل الضحايا "، وفق ما صرحت به الباحثة نجاة عرعاري.

https://on.soundcloud.com/YsRpR

بينما تقوم الجمعيات المختصة في هذا الشأن على غرار "جمعية منامتي" و"الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان" بدور حيوي في التبليغ عن حالات العنف الرقمي للتونسيين من ذوي وذوات البشرة السوداء وتسهم هذه الجمعيات في تعزيز الوعي بأهمية التصدي لمثل هذه الاعتداءات الالكترونية.

https://on.soundcloud.com/zUbVC

أنواع العنف الرقمي 

التي اصبحت تتأرجح بين التنمر الإلكتروني مثل التعليقات المسيئة، الرسائل الخاصة المهينة، والميمات أو الصور المعدلة بطريقة تهدف إلى الإهانة. ويمكن أن يصل إلى حد نشر معلومات شخصية عن الضحايا بدون إذنهم، مما يعرضهم .لمزيد من التحرش والانتهاك

والتحرش الرقمي الذي يشمل مضايقات جنسية، بالإضافة إلى إرسال صور غير لائقة أو طلبات غير مرغوب فيها. ويطرح مركز البحوث والدراسات والتوثيق والاعلام حول المرأة في تونس ان  24% من الاعتداءات الالكترونية تجاه التونسيات ذوات البشرة السوداء جنسية. وكذلك التشهير الذي يمكن أن يتضمن نشر إشاعات كاذبة أو معلومات مغلوطة تهدف إلى تشويه سمعة الضحية .

التونسيون ذوي البشرة السوداء

" ساعات نوصل ما نخرجش من الدار " هكذا عبرت نبراس مجنح عن كمية التأثير الناتج عن العنف الالكتروني المسلط عليها. تأثير يمكن أن يكون عميقا ومدمرا. فالضحايا قد يعانون من الضغوط والاضطرابات النفسية، والقلق، وحتى الاكتئاب. كما يمكن أن يؤثر هذا العنف على حياتهم المهنية والشخصية، 

سوسيولوجيا قد يؤدي العنف الالكتروني الى الوحدة والانعزال، وقد تصل التهديدات المستمرة والإهانات الى ان تسبب ضغوطًا نفسية هائلة، تؤثر على الصحة العقلية وتزيد من مستويات القلق والاكتئاب.

كما أن ضحايا العنف الرقمي لا يعانون فقط على المستوى الفردي، بل تمتد تأثيرات هذا العنف إلى حياتهم الاجتماعية وعلاقاتهم. التأثيرات النفسية تشمل زيادة مستويات القلق والاكتئاب، وفقدان الثقة بالنفس، والشعور بالعزلة. هذه الآثار النفسية يمكن أن تؤدي إلى تدهور الصحة العقلية بشكل كبير، مما يجعل من الصعب على الضحايا القيام بأنشطتهم اليومية بشكل طبيعي. فيلجئ أغلبهم الى المرافقة والتحرك بحذر خاصة ليلا، في بلاد تكفل لهم الحق في الأمن والحماية.

وتشمل الآثار الاجتماعية للعنف الرقمي تراجع الأداء الوظيفي والدراسي للضحايا. والتوتر والقلق الناتجين عن التعرض للعنف الرقمي يمكن أن يؤثر على قدرة الفرد على التركيز والانخراط في العمل أو الدراسة. هذا يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وتراجع النتائج الدراسية، مما يزيد من الشعور بالفشل والإحباط

https://on.soundcloud.com/hh3e7

في محاولة لمكافحة ومجاراة هذه الظاهرة المتزايدة، بدأت الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني في تونس محاولة اتخاذ خطوات جادة، واستراتيجيات رغم بساطتها للسيطرة على هذا التأثير مثل جمعية منامتي التي شاركت في عدة مناسبات في الاستماع الى الضحايا والتدخل عندما يلزم الامر ذلك. ولعبت دورا بارزا في تقديم الدعم للضحايا.اضافة الى الدعم القانوني، مما يساعد الضحايا على التعامل مع التأثيرات النفسية والاجتماعية للعنف الرقمي والحصول على العدالة