رياضة

فارس الفرجاني : أتمنى أن يمارس الشباب التونسي رياضة المبارزة

 تحدث البطل التونسي فارس الفرجاني، الفائز بالميدالية الفضية في منافسات سلاح السابر للرجال بأولمبياد باريس 2024 عن كواليس إنجازه التاريخي ورحلته نحو الوقوف على منصة التتويج بالدورة الأولمبية.

ومنح الفرجاني أول ميدالية للعرب في أولمبياد باريس، إثر خسارته 11 / 15 أمام الكوري الجنوبي أوه سانجوك أول أمس السبت.
وعقد الفرجاني مؤتمر صحفيا اليوم الاثنين في باريس، حيث قال: "بدأت ألعب رياضة المبارزة بفضل والدي ووالدتي وإخوتي كلهم كانوا يمارسون تلك اللعبة".
وأضاف الفرجاني: "كانت المبارزة بالنسبة لي أمرا مسليا وعشقتها كثيرا، وبعد وقت قصير بدأت أحلم بتحقيق إنجازات بها. لقد كان شرفا لي أن أمثل بلدي في المحافل العالمية".
وأوضح: "شاركت في أولمبياد الشباب بالصين منذ 10 أعوام وحصلت على المركز الرابع وهو ما منحني دفعة معنوية لاستكمال مسيرتي".
وزاد: "ثم بعدها تواجدت في دورتي ألعاب ريو دي جانيرو وطوكيو، لكنني ودعت المسابقتين مبكرا".
وأشار البطل التونسي: "بعدما خسرت في أولمبياد طوكيو، اكتشفت أنها كانت هزيمة مفيدة لي، حيث دفعتني لتحسين نفسي، وأحسست أنه بعد النضج والسن والخبرة وصلت لتحقيق حلمي في باريس".
وتابع: "ذهبت للولايات المتحدة عام 2017 للتدريب تحت قيادة مدير فني أمريكي نصحني بالذهاب إلى هناك للدراسة وتعلم أصول المبارزة بالسيف بشكل أفضل".
 
وزاد: "بدأت تعلم تقنيات المبارزة وأمور لم أكن أعرفها في اللعبة من قبل، وذلك أخذ مني سنوات عديدة وكنت أنصت لكل شيء بدقة وأحاول التعلم، وبدأت أتقدم وأعرف أصول اللعبة وشعرت بأن بإمكاني الوصول بعيدا".
وكشف: "كان المدرب بمثابة والدي وفي 2023 شعرت بأنني قادر على تحقيق حلمي ووصلت للمرتبة ال16 عالميا، بعدما بدأت التخلي عن التسرع والتفكير في النتائج لأنها أكبر خطأ يرتكبه أي مبارز، لأن ذلك يوقع أي لاعب في الخطأ سريعا".
وشدد الفرجاني: "المبارزة هي رياضة تركيز بالأساس ويتعين علي أن أكون حاضر ذهنيا أولا".
وأكد: "أريد اللعب في أولمبياد 2028 وتحقيق المزيد من الميداليات".
وردا على سؤال بشأن الصعوبات التي يواجهها لاعبو المبارزة التونسيين، قال الفرجاني: "نعاني من مشاكل عدم تحويل العملة الأجنبية للخارج مما يتسبب في وجود عراقيل".
وتابع: "لأننا نشتري تجهيزات التدريب من الخارج وهناك مدربون أجانب ينبغي أن تقوم بتحويل مستحقاتهم وهو ما لا نستطيع القيام به في تونس".
وأضاف: "كنت محظوظا بتواجد أشقائي في الخارج حيث كانوا يقومون بدفع تلك المستحقات لكنني لم أكن أفكر في هذه التفاصيل كثيرا. أفكر دائما في الإيجابيات لكي أتقدم".
وأوضح: "لدي معد نفسي ساعدني كثيرا لتحسين تركيزي. يوم المباراة كنت حاضرا بشكل جيد. مارست حياتي بشكل عادي واستمتعت باليوم واللعب ولم أفكر في الفوز كثيرا".
وعن توقعاته عند عودته لتونس، قال الفرجاني: "سأعود إلى هناك بعد غد الأربعاء، لكن الاستقبال سيكون رائعا بالتأكيد".
وشدد: "إنني فخور بنفسي للغاية. نحن الرياضيون نعمل كل يوم لتحقيق حلم لا يستطيع بلوغه إلا قلة. لم أستوعب لليوم هذا الفوز. أفخر بتشريف جميع العرب وأفريقيا. الإحساس لا يوصف".
وأردف: "أتمنى أن يمارس الشباب التونسيون والعرب تلك اللعبة، وقد برهنا على قدرتنا على الفوز في تلك الرياضة، رغم أنها لا تتمتع بشعبية جارفة في بلادنا وحقق بعض الرياضيين العرب ألقابا عالمية".
وألمح: "بعض الأشخاص من تونس تحدثوا معي وأبلغوني حرصهم على متابعة مبارياتي في المقاهي وهو أمر غير معتاد وكانوا يستفسرون عن سبب قفزي في المباريات وهو ما يعكس اهتمامهم بي".
واختتم الفرجاني حديثه قائلا: "لدينا جيل ممتاز من الرياضيين التونسيين مثل أحمد الحفناوي في السباحة وخليل الجندوبي في التايكوندو وأتمنى رؤية المزيد من الميداليات الأولمبية".