أعلنت عائلة المناضل والقيادي الفلسطيني الكبير فاروق القدومي، وفاته صباح اليوم اليوم الخميس في العاصمة الأردنية، بعد رحلة طويلة مع المرض.
ويعتبر القدومي من الرعيل الأخير لقيادات الثورة الفلسطينية التارخيين، وأحد أبرز المؤسسين لمنظمة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وارتبط اسمه بشكل خاص، برئاسة الدائرة السياسية للمنظمة التي تقلدها سنة 1973.
ولد فاروق القدومي (أبو اللطف) عام 1931 بقرية “جينصافوط” في محافظة قلقيلية، بالضفة الغربية، و هاجر مع أسرته إلى مدينة حيفا في 1948 قبل أن يعود من جديد إلى نابلس، إثر النكبة.
درس المرحلتين الابتدائية والثانوية في مدينة يافا، وفي العام 1954 التحق بالجامعة الأميركية بالقاهرة حيث أنهى دراسته الجامعية في تخصص الاقتصاد والعلوم السياسية.
عمل القدومي في عدة وظائف بعدة بلدان عربية، وبعد تخرجه من الجامعة الأميركية عمل في مجلس الإعمار الليبي، ثم في وزارة النفط بالمملكة العربية السعودية ثم في وزارة الصحة الكويتية.
في بداية حياته السياسية انضم القدومي إلى حزب البعث العربي الاشتراكي منذ أربعينيات القرن الماضي، والذي تأسس على يد المناضل العربي السوري ميشيل عفلق، وأثناء دراسته بمصر التقى الرئيس الراحل ياسر عرفات “أبو عمار”، والمناضل صلاح خلف “أبو إياد”، ليشكل معهم النواة التأسيسية حركة التحرير الوطني الفلسطيني في نهاية الخمسينات، بمشاركة الشهيد خليل الوزير “أبو جهاد” ومحمود عباس”أبو مازن”.
في 1969 رشحته حركة فتح لعضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي أصبح رئيسا لدائرتها السياسية في 1973.
كان القدومي ضمن قيادات منظمة التحرير الفلسطينية التي غادرت بيروت إلى تونس في 1983 بعد غزو الاحتلال الإسرائيلي للبنان.
عرف القدومي بمعارضته الشديدة لاتفاق أوسلو سنة 1993، وهو ما أى إلى نشوب خلافات سياسية مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، وأصبح بعدها ضمن ما يعرف بـ”الجناح المعارض” للتسوية السياسية، إلى جانب شخصيات فلسطينية أخرى، على غرار الشاعر محمود درويش والأكاديمي إدوارد سعيد.
إثر وفاة الزعيم ياسر عرفات سنة 2004، كان القدومي من بين أبرز الأسماء المرشحة لخلافته على رأس السلطة الفلسطينية، حيث تحدثت تقارير صحفية أن “أبو عمار” أوصى خلال مرضه الأخير، المقربين منه ضمن دائرته المضيقة، بترشيح أبو اللطف ليحل محله.
نتيجة لمواقفه المعارضة لاتفاق السلام، رفض أبو اللطف العودة إلى الضفة الغربية سنة 1994، وظل مستقرا في تونس، إلى غاية سنة 2016، أين انتقل للإقامة بشكل دائم في الأردن.