رياضة

النادي الإفريقي: 104 سنة من القصص والنجاحات

 يحتفل النادي الإفريقي أحد أعرق الأندية التونسية، اليوم الجمعة 04 أكتوبر 2024، بعيد ميلاده الـ 04.

وأسس الجمعية المرحوم البشير بن مصطفى مع ثلة من المؤسسين الآخرين مثل جمال بوسنينة وصالح السوداني وغيرهما وذلك يوم 04 أكتوبر 1920، وهي أول جمعية تونسية إسلامية وطنية بمؤسس تونسي وطني مسلم.
ويرمز اللونان المميزان للفريق الأحمر والأبيض للوني العلم التونسي وكان التمسك بهما كشعار والإصرار على رفض الوصاية الفرنسية لرئاسة الجمعية وراء التأخير في الحصول على تأشيرة التأسيس من سنة 1918 إلى سنة 1920. 
من التأسيس إلى تغيير الاسم.. قصة كفاح مع المستعمر
''نحن في شهر ديسمبر 1919، مسؤولو الملعب الافريقي الاسم القديم للنادي، يجتمعون في مقهى بباب الجديد بحضور أكثر من عشرين عضواً من بينهم صالح السوداني، محمد بدرة، أحمد الضحاك، العربي المؤدب، البشير بن عمر، عبد الرزاق كرباكة، أحمد المستاوي وغيرهم من الأسماء التي ساهمت في تأسيس الملعب الإفريقي''.
انتهى الإجتماع بإقرار تقديم مطلب لتأسيس الفريق من جديد بعد أن تمّ حلّه من المستعمر، واتفق الحاضرون على أن يكون اسم النادي الملعب الافريقي، ألوانه حمراء وبيضاء وشعاره النجمة والهلال، على أن تتكوّن هيئته من البشير بن مصطفى كرئيس، وجمال الدين بوسنية نائباً للرئيس، والشاذلي الورقلي كاتباً عاماً وحسن القروي أميناً للمال.
ورفض المستعمر الطلب واضعاً شروطاً معيّنة قبل الموافقة على التأسيس، وهي أن يكون رئيس النادي فرنسيّ الجنسية، وأن يتم تغيير الألوان من الأحمر والأبيض إلى الأزرق وأن يتم تغيير شعار الفريق من النجمة والهلال رمز العلم التونسي، إلى شعار آخر.
أكتوبر 1920.. ولادة تحت اسم النادي الإفريقي
وفي شهر سبتمبر 1920، تقدّم الأعضاء بطلب جديد بعد الموافقة على تغيير اسم النادي من الملعب الإفريقي إلى النادي الافريقي مع المحافظة على الألوان نفسها، قبل أن يقوم الوزير الأول آنذاك الطيب الجلولي في الرابع من أكتوبر 1920 بإمضاء وثيقة ميلاد النادي الافريقي، لتنطلق رحلة فريق ناضل رجال من أجل تأسيسه، وحاربت أجيال من بعدهم من أجل المحافظة على بريقه وتاريخه ولرفع اسمه عالياً بين الأمم على امتداد قرن وسنتين.
ومرّت السنوات وتعاقبت الأجيال على فريق خُلق من رحِم حلم صنعه رجال وآمن به جمهور انطلق في وضع اسمه على طاولة التتويجات التونسية والقاريّة، حاصداً ألقاباً في كل الرياضات، وزارعاً عشقاً في قلوب جماهير تعلّقت بألوان الأحمر والأبيض.
تتويجات الأحمر و الأبيض 
وسجل فريق باب جديد منذ تأسيسه تتويجات تجاوزت حدود الوطن ورفعت راية تونس عالياً، ربّما بقيت في الأذهان تلك الألقاب التي رفعها فرع كرة القدم، لكن النادي الإفريقي يملك في خزينته ألقاباً بقيت خالدة في التاريخ وراسخة في أذهان محبيه من الشمال إلى الجنوب.
وعلى غرار الفروع الأخرى، شهد فرع كرة القدم مرور أساطير منذ تأسيسه، أسماء كالصادق عتوقة، أكثر اللاعبين تقمصًا لزّي الفريق، منير القبائلي، الذي يحمل مقّر النادي اسمه، الهادي بن عمار، محمد صالح الجديدي، علي رتيمة، أحمد الزيتوني، عيد الرحمان الرحموني، نجيب غميض، الطاهر الشايبي، منصف الخويني، حسن بعيو، مختار النايلي، الهادي البياري، وغيرهم من الأسماء. 
وتداولت الأجيال شعار وألوان الفريق وتتالت الألقاب، حتى جاء ذلك اللقب القارّي في 1991، لقب صنعه لاعبون عشقوا النادي قبل أن يحملوا ألوانه من بينهم عادل الهمامي، لطفي المحايسي، فضيل مغاريا، فوزي الرويسي، عادل الرويسي، عادل السليمي وشقيقه سمير، سامي التواتي، صبري البوهالي وغيرهم مّمن كانو حاضرين في ملعب المنزه ذات يوم من شهر نوفمبر 1991، وبعدها بأسابيع قليلة في كامبالا في أوغندا.
وبالإضافة للأسماء المذكورة وغيرها، مرّ على النادي لاعبون تركوا بصمتهم على غرار جمال الدين ليمام، بوبكر الزيتوني. أسامة السلامي، صابر خليفة، وسام يحيي وزهير اللذان لازالا يواصلان مسيرتهما مع النادي. 
ومن بين الاعبين الأجانب الذين مرّوا بالحديقة أ، حديقة منير القبائلي، حفظت جماهير النادي الإفريقي أسماء عديدة، من بينها فضيل مغاريا، طارق التايب، صالو طادجو، وادجا لانتام، درامان ترواوري، وغيرهم من أسماء بقيت خالدة في تاريخ الأحمر والأبيض.