كشف المدير العام للمسرح الوطني التونسي معز المرابط عن المشاريع الجديدة وعن البرنامج السنوي لهذه المؤسسة العريقة التي أسست عام 1983.
ومن أبرز المشاريع الفنية لهذه السنة، تحدث المدير العام للمسرح الوطني عن إعادة إحياء مدرسة السيرك، التي أُسست على يد المسرحي محمد إدريس، ووقع التخلي عنها منذ حوالي 10 سنوات.
وأفاد المرابط أن إعادة إحياء مدرسة السيرك بالحلفاوين هو تأكيد على أهمية فنون السيرك كجزء من المشهد المسرحي التونسي، مضيفا أن المسرح الوطني التونسي سيؤسس لعلاقات تعاون مع المركز الوطني لفنون السيرك بمدينة "شالون" الفرنسية من أجل تطوير مهارات السيرك للفنانين التونسيين.
وذكر أن مؤسسة المسرح الوطني بصدد استكمال إجراءات حيازة فضاءين جديدين هما قصر صاحب الطابع وكنيسة باب الخضراء، لاستغلالهما في تنظيم إقامات فنية، وهو ما سيوفر مساحة وإمكانيات أكبر في تطوير نشاط المؤسسة من خلال تنظيم إقامات فنية وورشات تكوينية. وقال أيضا إن إدارة المسرح الوطني تعمل على إحداث مدرسة وطنية متخصصة في الفنون والتقنيات الركحية، وذلك بهدف تطوير التكوين الفني المسرحي.
وقال المرابط، خلال الندوة الصحفية التي خُصّصت لتقديم برنامج الدورة الثانية للمهرجان الوطني للمسرح التونسي "مواسم الإبداع" (7 - 14 نوفمبر 2024) إن المشاريع الجديدة للمسرح الوطني التونسي، تأتي في إطار دعم الفعل المسرحي في البلاد والارتقاء بالذائقة الفنية المسرحية وتعزيز المشهد الثقافي.
وقد تم الكشف بالمناسبة، عن مشروع إنشاء رواق فني بقاعة الفن الرابع، سيكون بمثابة متحف دائم يحتضن معارض مرتبطة بالمسرح. ومن ضمن المعارض المرتقبة، معرض الصور الفوتوغرافية الذي سيقدمه الفنان قيس فرحات، ويتضمن 32 صورة تروي قصة المسرح التونسي، إلى جانب إحداث قاعة تحمل اسم الفنانة المسرحية الفقيدة رجاء بن عمار، تكريما لها وتخليدا لذكراها.
شراكات مع مؤسسات الدولية
ويعمل المسرح الوطني التونسي على بناء شراكات جديدة مع مؤسسات دولية، منها المسرح الوطني الكرواتي، إذ من المقرر أن يبدأ هذا التعاون مع مفتتح السنة الإدارية الجديدة (2025)، إلى جانب إنتاج عمل مشترك مع فرقة مسرحية إيطالية سيعرض خلال أيام قرطاج المسرحية.
وتحدث معز المرابط عن مسرح الناشئة كجزء أساسي من مشاريع المسرح الوطني، قائلا: "تم تطوير برنامج يمتد على ثلاث سنوات لتعزيز الإنتاجات المسرحية التي تستهدف الأطفال والشباب". وأوضح أن هذه المبادرات تشمل كتابة مسرحيات وورشات عمل لتعزيز القدرات الإبداعية.
رقمنة وتوثيق وفعاليات
ومن المشاريع التي تم الإعلان عنها، مشروع رقمنة الأرشيف الخاص بالمسرح الوطني لتمكن الباحثين والمهتمين من الوصول إلى تجربة المسرح التونسي على مدار الأربعين عاما الماضية. ويهدف هذا المشروع إلى تعزيز العلاقة بين الأجيال الجديدة والممارسات المسرحية. كما سيتم قريبا صدور كتاب يوثق لأربعة عقود الماضية للمسرح الوطني التونسي، وهو كتاب من إنجاز الأستاذ المسرحي حمدي الحمايدي.
ويتضمن الموسم الثقافي الجديد للمسرح الوطني التونسي مجموعة من التظاهرات، بما في ذلك الدورة الثالثة لمهرجان مسارح العالم الذي يقام في الأسبوع الأخير من شهر مارس تزامنا مع اليوم العالمي للمسرح (27 مارس) وتنظيم المهرجان الوطني للمسرح التونسي الذي يوفر فرصة لجمهور الفن الرابع لمصافحة الأعمال المسرحية الجديدة. كما تحدث المرابط عن اعتزام مؤسسة المسرح الوطني التونسي إطلاق مهرجان خاص بالمسرح الشبابي.