وطنية

أكثر من 7000 إصابة بـ''السيدا'' في تونس

 أكد المكلف بالمشاريع في الجمعية التونسية لمقاومة الأمراض المنقولة جنسيا و"السيدا" وعلاج الإدمان ، فوزي الدريدي، أنّ التوقعات -وفق الدراسات الصادرة عن وزارة الصحة- تُشير إلى تسجيل 7086 حالة إصابة بالـ”سيدا” (نقص المناعة المكتسَبة) "الإيدز" في تونس حاليا، من بينها 1847 حالة فقط معروفة لدى مصالح الجمعيات التي تعمل بالتنسيق مع وزارة الصحة في طار البرنامج الوطني لمكافحة مرض "السيدا".

و قال الدريدي في تصريح لصحيفة الصباح في عددها الصادر اليوم الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 ، أن البقية  فتجري عملية التحقّق من إصابتهم، باعتبار أنّ هناك من يتقدّم بصفة طوعية.
و أوضح الدريدي أنّ وزارة الصحة تُجري دراسة كل سنتين لدى الفئات ذات السلوكيات المحفوفة بالمخاطر لتقصّي مرض السيدا، وهي أساسا عاملات الجنس بمقابل، ومستعملو المخدرات عن طريق الحقن، باعتبار أنّ هذه الفئات التي ترتفع لديها نسب الإصابة، وتصل إلى 11%، وفق آخر إحصائية في الغرض.
كما أكّد أنّ الأرقام تبيّن أنّ نسب الإصابة تقدّر بـ8% من الرجال، وعند عاملات الجنس تقدّر بـ0.5%، مُشدّدا على أن الأرقام تتغيّر من دراسة إلى أخرى.
و لفت الدريدي إلى أنه من المنتظر أن يتمّ إنجاز دراسة جديدة حول انتشار السيدا في تونس أوائل سنة 2025.
وأوضح أنّ تونس سجّلت أول إصابة بمرض السيدا سنة 1986، فيما أصبحت تسجّل سنويا أكثر من 400 إصابة بالمرض خلال السنوات الأربع الأخيرة.
كما أشار إلى وجود 25 مركزا للتقصي اللّااسمي المجاني لفيروس نقص المناعة البشري المتسبّب في مرض السيدا.
وإلى حدود نهاية العام الماضي 2023، تضاعف عدد المصابين بفيروس “السيدا” في تونس خلال السنوات الأخيرة إلى 7100 حالة، 26% منهم فقط يتلقون العلاج، وفق ما أكّده مدير مكتب تونس لمنظمة “محامون بلا حدود” رامي خويلي.
بالتوازي أظهرت الإحصائيات الدولية تراجعا ملحوظا في عدد الإصابات الجديدة في أغلب دول العالم، ما عدا دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط التي تضاعف فيها عدد الإصابات الجديدة خلال السنوات الأخيرة.
وتفاقم الحالات الحاملة للفيروس بتونس -وفق خويلي- يدلّ على وجود إشكاليات في علاقة بنفاذ الفئات المصابة إلى العلاج جراء القوانين “البالية” التي تجرّم الأشخاص والفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، ومن بينهم المثليون، وتعرضهم المتكرّر للوصم والتمييز.
وتدعو منظمة “محامون بلا حدود” إلى ضرورة العمل على تغيير المنظومة القانونية الزجرية التي تجرّم بصورة قاسية الأشخاص والفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، ممّا يُعرّضهم للإقصاء والتهميش، وهو ما يؤدّي بالتالي إلى صعوبة وصولهم إلى الخدمات التوعويّة وتمكينهم من وسائل الوقاية والحماية من الإصابة بفيروس السيدا، وصعوبة الوصول إلى الخدمات الصحية والاجتماعية والقانونية.
وفيروس نقص المناعة البشري الذي ينتقل عن طريق العلاقات الجنسية أو في عمليات نقل الدم أو من المرأة الحامل إلى جنينها، يقوم بمهاجمة خلايا الجهاز المناعي المسؤولة عن الدفاع عن الجسم ضدّ مختلف أنواع العدوى، ممّا يُفقد الجسم قدرته على مقاومة العديد من الجراثيم المعدية.
ويؤكّد الطبيب المقيم والمختصّ في الأمراض الجرثومية والسارية، راجح رزقي، أنّ جل الأدوية التي يقع استعمالها لمقاومة هذا المرض متوفرة في تونس، وتقدّم مجانا لفائدة المرضى.
ويُشدّد على أنه بفضل العلاج فإنّ التعايش مع هذا المرض بطريقة عادية جد ممكن حتى ولو بلغ مراحل متقدّمة، ولكن كلما وقع التفطّن إلى هذا المرض في مراحله الأولى كلما كانت النتائج أنجع.