حلّ عميد المسرح الإفريقي "أمبرواز مبيا" ضيفا مبجلا على أيام قرطاج المسرحية حاملا لمسيرة أكثر من ستّين عاما تتوزّع بين المسرح والإذاعة والسينما والتلفزيون. ولأنه ممثل ومخرج متميز ومؤسس "اللقاءات المسرحية الدولية" بالكاميرون، ولأنه صديق تونس، رحبّت أيام قرطاج المسرحية في دورتها الخامسة والعشرين بالفنان "أمبرواز مبيا" كما يليق بمساره وباسمه ...
وفي انتظار منحه "تانيت شرف" تقديرا لمسيرته المهنية ومساهمته الكبيرة في تطوير المسرح الكاميروني وكذلك المسرح الإفريقي في حفل اختتام أيام قرطاج المسرحية، احتضنت قاعة الفن الرابع اليوم الخميس 28 نوفمبر 2024 لقاء مفتوحا مع أمبرواز مبيا.
وقد توافد الحضور بكثافة لحضور اللقاء من جنسيات متعددة لفنانين من تونس ومن الكاميرون ومن بوركينا فاسو ومن البينين ... وكلهم شغف للاستماع إلى هذه القامة الإفريقية الذي روى بعض أجزاء من مسيرته الطويلة والثرية. في تحية وفاء وعرفان، لم ينس أمبرواز مبيا تكريم صديقيه المسرحيين بكثير من التأثر ، وهما: الراحل منصف السويسي الذي يدين له جميع الفنانين الأفارقة ببعث أيام قرطاج المسرحية والراحل عز الدين قنون الذي ساهم في إطار المركز العربي الإفريقي للتكوين والبحوث المسرحية (فضاء الحمراء) في تدريب المئات من الممثلين والمخرجين من دول مختلفة في القارة الإفريقية.
في استهلال هذا اللقاء المهم مع عميد المسرح الإفريقي "أمبرواز مبيا"، احتفى مدير الدورة الخامسة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية منير العرقي بهذه الشخصية المرموقة والمتميزة مهنيا وإنسانيا.
وقد عبّرت مديرة فضاء الحمراء سيرين قنون عن بالغ فرحتها لرؤية "هذا الصديق القديم، الذي كان دائما بجانب والدها، الراحل عز الدين قنون وسانده في تشييد وتأسيس المركز العربي الإفريقي للتكوين والبحوث المسرحية، واصفة "أمبرواز" بأنه "نموذج للإصرار ونموذج للكرم الفني والإنساني".
في مفاجأة رائعة، أدهش الفنان التونسي علي بنّور الحضور بعرض مطوّل يروي المسيرة غير العادية لهذا الرجل المسرحي العظيم القادم من الكاميرون. في طريقة مميزة أتى علي بنّور على مسيرة غنية بالإنجازات وبالمسؤوليات، مسترجًا بعض صفحات من حياة "مبيا" الذي غادر في الستينيات فرنسا ليصبح مهندسا زراعيا. بالتوازي مع دراسته، نجح الشاب مبيا في الحصول على "منحة من الحكومة الفرنسية، فالتحق بالمدرسة الوطنية العليا للفنون وتقنيات المسرح، المعروفة منذ زمن طويل باسم "مدرسة الشارع الأبيض"، ولاحقًا بالمدرسة الدرامية أرمل مارين في باريس. كانت هذه نقطة تحول حقيقية في مسيرة هذا الشاب الكاميروني وبداية جديدة في مساره المهني. في يوم من الأيام، اجتاز "أمبرواز" اختبارا فتح له أبواب أوديون-مسرح فرنسا حيث سيبقى 7 سنوات في المسرح الوطني الفرنسي"، كما أشار علي بنور.
وقد اعتبر رئيس البعثة الكاميرونية "أرماند أباندا مايي" أن أمبرواز مبيا هو فخر كاميروني وإفريقي مذكرا بأسماء المهرجانات التي أنشأها هذا المخرج والمسؤوليات المختلفة التي تحملها على مدى أكثر من 60 عاماً من مسيرته. كما أكد مدى ارتباط "مبيا" ببلده وقارته، مذكراً بأنه احتفل بمرور 50 عاما على مسيرته المسرحية من خلال تقديم عرض بعنوان "المرأة والعقيد".
وقد أعرب المتحدث عن أمله في أن يقبل "أمبرواز مبيا" أن يكون ضمن هيئة التدريس والمجلس الاستشاري لمعهد الفنون والثقافة الوطني الذي سيتم افتتاحه قريباً في الكاميرون.
من جهتها، أكدت الممثلة البنينية فلوريس أديجانوهوم التي شاركت معه المسرح في عرض "العقيد والمرأة على الصفات الاستثنائية لفنان دقيق يهتم بكل التفاصيل.
أما الممثل عيسى ينكو الذي يجسد دور البطولة في مسرحية "الحبيبة الأخيرة" لأمبرواز مبيا والمبرمجة في أيام قرطاج المسرحية هذا العام تكريما للكاميرون، فقد وصف "مبيا" بالأب.
في حين ذكر الممثل والمخرج والراوي البوركيني حسن كوياتي في تدخله أنه يعرف "مبيا" منذ أن كان طفلا، قائلا: "كنت أراه دائماً مع والدي. تعلمت المسرح من خلال مشاهدته، وبفضله وبفضل أفارقة آخرين صرت فنانا."
و في اختتام هذا اللقاء كانت الورود وكلمات الشكر والامتنان هدية الحضور وهيئة أيام قراج المسرحية إلى عميد المسرح الإفريقي "أمبرواز مبيا".