ثقافة و فن

مهرجان ''أصوات نسوية'' يرفع أصوات نساء تونس ضد التمييز

 يأتي مهرجان "أصداء نسوية" الذي ينعقد من 10 إلى 12 ديسمبر الجاري ليكون مساحة استثنائية للاحتفاء بالمقاومة النسوية في تونس التي تتحدى الأنظمة القمعية والتمييز بجميع أشكاله.

والمهرجان من تنظيم “أصوات نساء”، وهي جمعية نسوية تأسست عام 2011، تعمل على مناهضة جميع أشكال التمييز القائم على النوع الاجتماعي، وتعزيز ثقافة المساواة، ودعم مشاركة النساء الفعالة في الحياة العامة والسياسية.
ويرفع المهرجان الفني شعارات النضال من أجل العدالة الاجتماعية، مسلطا الضوء على العلاقة الوثيقة بين الحركة النسوية وجميع حركات العدالة الاجتماعية، مشكلا فرصة مميزة تجمع الناشطات والنشطاء والفنانات والفنانين الذين يلتزمون بالدفاع عن المساواة ومناهضة العنصرية والاستعمار، وهو حدث ثقافي ومواطني يدمج بين الفن والحقوق، عبر أنشطة متنوعة، منها: ماستر كلاس لتبادل الأفكار حول النسوية والفن كوسيلة للمقاومة ضد الأنظمة الاستعمارية والأبوية، واستكشاف دور الفن في دعم الحركات النسوية، وعروض فنية تجمع بين السينما والمسرح والموسيقى.
وتتضمن فعاليات المهرجان عرض فيلم وثائقي بعنوان “حيواتهن” من إنتاج جمعية “أصوات نساء”، ويعرض قصة مؤثرة لمجموعة من الفلاحات من حراك ثائرات، وفيلم “أنا المغتصبة” الذي تأخذ فيه المخرجة وفاء خريفية، المشاهدين في رحلة ملهمة داخل حياة منجية، فلاحة بلا أرض تصنفها الحكومة كـ”مغتصبة”. ويسلط الفيلم الضوء على التحديات التي واجهتها منجية لتحويل سبخة قاحلة إلى أرض زراعية، ونجاحها في تحقيق حلمها رغم الصعوبات.
كما يقدم المهرجان في يومه الأول عرضا موسيقيا لفرقة “جذب”، وهو مشروع ثنائي لمريم الحمروي ومحمد البرصاوي، تحملنا عبره الفرقة من خلال كلماتها إلى الإرث الثقافي والقيم التونسية الأصيلة. إلى جانب دورة تدريبية بعنوان “النساء في مواجهة النيوليبرالية”.
ويتضمن اليوم الثاني للمهرجان عرضا مسرحيا بعنوان “البوابة 52” للمخرجة التونسية دليلة مفتاحي وكاتبة النص دنيا مناصرية. وتُحيي المسرحية ذكرى النساء التونسيات المقاومات ضد الاستعمار الفرنسي، والمناضلات من أجل نيل الحرية وحقوقهن في وطنهن. إلى جانب دورة تدريبية بعنوان “المقاومة النسوية ضد الأنظمة الاستعمارية”.
وفي آخر أيامه، يعرض المهرجان الفيلم الوثائقي “وداعا طبرية” للمخرجة الفلسطينية لينا سوالم، ويتناول الفيلم قصة حياة الممثلة الفلسطينية هيام عباس التي غادرت قريتها الفلسطينية لتحقيق حلمها في أن تصبح ممثلة في أوروبا، تاركة خلفها والدتها وجدتها وأخواتها السبع. وبعد ثلاثين عاما، تعود ابنتها لينا، المخرجة، معها لتتبع آثار الأماكن المفقودة والذكريات المتناثرة لأربع أجيال من النساء الفلسطينيات. ويجمع الفيلم بين صور الحاضر وأرشيف العائلة والتاريخ، ليصبح استكشافا لنقل الذكريات، والأماكن، والأنوثة، والمقاومة في حياة نساء تعلمن ترك كل شيء والبدء من جديد. كما سيُنظم حفل موسيقي ملتزم لفرقة “عيون الكلام” التونسية.
وعلى مدار ثلاثة أيام، ستجمع فعاليات المهرجان بين مبدعات ومبدعين في حوار فني يتجاوز الشعارات السطحية والصور النمطية المكررة، ليقدم رؤى مبتكرة عن تحديات النساء في مختلف السياقات.
ويهدف مهرجان “أصداء نسوية” إلى تقديم أدوات فعّالة لتفكيك الصور النمطية الراسخة في المجتمع، مع إتاحة منصة للفنانين والفنانات الملتزمين لإحداث تغيير إيجابي ومستدام.