وطنية

منها تونس : إفريقيا تواجه ارتفاعا خطيرا في درجة الحرارة بحلول 2050

 حذّر تقرير حديث أصدره مركز الزراعة والعلوم البيولوجية الدولي من أنّ إفريقيا تشهد احترارا أسرع من بقية العالم.

وذلك على الرغم من أنّ القارة لا تمثل سوى 3.8% من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة عالميا، إلّا أنها من المرجّح أن تدفع ثمنا باهظا جراء الظواهر الجوية المتطرفة، ما سيؤدّي إلى عواقب وخيمة على الزراعة بالقارة.
وأشار التقرير ،الذى يحمل عنوان ''تطوير مسارات انتقال عادلة لزراعة إفريقيا نحو تنمية منخفضة الانبعاثات وقادرة على التكيف مع المناخ في ظل احترار عالمي بمقدار 1.5 درجة مئوية'' إلى أنه من المتوقع أن تتجاوز إفريقيا عتبة الاحترار العالمي البالغة 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2050 وهو ما يجعلها تتخطّى الهدف الأكثر طموحا الذي حدّدته اتفاقية باريس عام 2015.
ويبرز التقرير أنّ اتفاقية باريس تهدف إلى ''إبقاء ارتفاع درجة الحرارة العالمية أقل بكثير من درجتين مئويتين، مع السعي إلى الحدّ منها أكثر لتبقى عند 5.1 درجات مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية''.
ومع ذلك، تظهر الأبحاث التي أجراها علماء من كينيا وزيمبابوي أنّ إفريقيا تشهد احترارا أسرع من المتوسط العالمي.
فقد ارتفعت درجة الحرارة السنوية للقارة بأكثر من 0.5 درجة مئوية لكل عقد خلال الثلاثين عاما الماضية.
ومع استمرار ارتفاع تركيزات الغازات الدفيئة، ستواصل درجات الحرارة في إفريقيا الارتفاع، رغم أنّ القارة تسهم بأقل من 4٪ من الانبعاثات العالمية.
وسيختلف مدى شدّة الاحترار حسب المنطقة.
ومن المتوقع أن تشهد مناطق شمال إفريقيا وجنوبها وغربها أشدّ الزيادات في درجات الحرارة، خاصة في المناطق شبه القاحلة والجافة.
وتُشير نماذج المناخ إلى أنه بحلول منتصف القرن، قد ترتفع درجات الحرارة بين 1.4 درجة مئوية و2.5 درجة في شمال إفريقيا، و1.1 درجة و2 درجة مئوية في جنوب إفريقيا، و1.1 و1.8 درجة مئوية في غرب إفريقيا، وذلك في ظل سيناريو انبعاثات معتدلة.
ويحذّر التقرير من أنه إذا استمرّت الانبعاثات بالمعدلات الحالية، فقد تواجه إفريقيا ارتفاعا في درجات الحرارة يقارب 4 درجات مئوية في جميع المناطق بحلول نهاية القرن الـ21.
وأضاف التقرير أنه من المتوقع أن ينخفض معدل هطول الأمطار بنسبة 4٪ في العديد من أجزاء إفريقيا بحلول منتصف القرن.
في حين قد يرتفع مستوى سطح البحر بمقدار نصف متر، ممّا سيؤثّر بشدّة في المناطق الساحلية، بما في ذلك دلتا النيل والسواحل في شرق وشمال وغرب إفريقيا.
كما يتوقّع أن تُصبح الظواهر الجوية المتطرفة، على غرار الجفاف والفيضانات والأعاصير المدارية، أكثر تكرارا وشدّة.
وأوضح التقرير أن تجاوز الاحترار 1.5 درجة بحلول عام 2050 سيؤدّي إلى تأثيرات مدمّرة في الزراعة وإنتاج الغذاء في أنحاء إفريقيا، ففي غرب إفريقيا، قد تنخفض محاصيل الذرة بنسب تتراوح بين 2٪ و57٪، والسرغوم (الذرة الرفيعة) بنسب ما بين 8٪ و48٪ والدخن بنسب ما بين 7٪ و12٪ بحلول منتصف القرن، اعتمادا على مستوى الاحترار.
وأوصى التقرير بأنه لمواجهة النقص في الغذاء وارتفاع الأسعار، سيتعيّن على الدول الإفريقية إعادة التفكير في أنظمة الزراعة وتربية الماشية والصيد.
ويؤكّد التقرير أهمية الاستثمار في الزراعة القادرة على التكيّف مع تغيّر المناخ، واستعادة المحاصيل والسلالات الحيوانية المهملة.
كما يسعى إلى تحسين خصوبة التربة، وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، وحماية النظم البيئية والتنوّع البيولوجي، وتعزيز حصاد مياه الأمطار، وتطوير الأسواق لخلق فرص جديدة للتجارة والتوزيع.