طالبت هيئة الادعاء العام في سويسرا بإصدار عقوبة الحبس لمدة عام وثمانية أشهر مع وقف التنفيذ، ضد السويسري جوزيف بلاتر الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والفرنسي ميشيل بلاتيني الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا)، في إطار الجولة الجديدة من جلسات المحاكمة المنعقدة في موتينز بسويسرا للاشتباه بتورط الثنائي في وقائع فساد.
وتمت تبرئة الثنائي من تهمة الاحتيال في عام 2022 بشأن دفعة مالية قدرها 2 مليون فرنك سويسري (2.2 مليون دولار) سددها بلاتر إلى بلاتيني، قالا إنه وفقاً لاتفاق بينهما منذ تسعينيات القرن الماضي نظير عمل استشاري، ولكن تم تسديد هذا المبلغ في عام 2011.
وتم اعتبار هذا المبلغ رشوة ليقضي على المسيرة المهنية للثنائي في الإدارة الرياضية، ويواجهان حالياً محاكمة جنائية جديدة بعد استئناف المدعين السويسريين ضد الحكم الأصلي بداعي أن المبلغ المذكور تم سداده بشكل غير قانوني.
وقال المدعي العام الفيدرالي توماس هيلدبراند إن مبررات البراءة في المحاكمة الأولى كانت «ضعيفة» و«مرعبة».
ويشكك مكتب الادعاء العام في أن يكون الدفع مقابل عمل استشاري، ومن المتوقع صدور الحكم في هذه القضية يوم 25 مارس الجاري.
وتحدث بلاتر البالغ من العمر 88 عاماً للصحافيين قبل دخوله إلى المحكمة في موتينز بينما التزم بلاتيني (69 عاماً) الصمت التام.
وقال بلاتر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) قبل جلسة الاستماع، الاثنين: «التعاقد الشفهي يبقى شفهياً، لم أسدد المبلغ تحت الطاولة، بل وفقاً للوائح المعمول بها في (فيفا)».
وأضاف: «إذا لم يكن الحكم في صالحي، فسأحاول تجميع طاقتي مجدداً للطعن ضده».
وكانت الإجراءات القانونية قد بدأت في سويسرا، مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم.
من جانبها ذكرت وكالة أنباء «أسوشييتد برس» أن بلاتيني حصل على البراءة لأول مرة بعد 7 سنوات من تفجير هذه القضية التي أنهت آماله في خلافة بلاتر كرئيس لـ«الفيفا» بعدما أطاحت بهما من رئاسة الاتحادين الدولي والأوروبي.
وأضافت أن المحاكمة الجديدة ستستمر أربعة أيام حتى الخميس المقبل، ومن المقرر أن يصدر القضاة الثلاثة قرارهم بشأن القضية في 25 مارس.
وطالب المدعون الفيدراليون في سويسرا بحبس الثنائي لمدة 20 شهراً مع إيقاف التنفيذ لمدة عامين.
وظهرت ملامح القضية في أعقاب أزمة الفساد التي ضربت «فيفا» في ماي 2015؛ حيث فتح المحققون الفيدراليون في الولايات المتحدة الأميركية تحقيقاً شاملاً مع مسؤولين بارزين بالاتحاد الدولي، وقامت السلطات السويسرية بحملة اعتقالات واسعة في زيوريخ في الصباح الباكر قبل التحفظ على السجلات المالية والتجارية لـ«الفيفا».
وابتعد بلاتيني وبلاتر عن العمل في كرة القدم منذ قرار لجنة الأخلاقيات بالاتحاد الدولي لكرة القدم بإيقافهما في أكتوبر 2015، وتم تجديد إيقاف الثنائي لاحقاً بعدما فشلا في الاستئناف ضد العقوبة أمام المحكمة الرياضية الدولية في 2016.
وانتهى إيقاف بلاتيني في 2019 بينما فرض «فيفا» عقوبة إيقاف جديدة ضد بلاتر في عام 2021 قبل عدة أشهر من انتهاء عقوبته الأولى.
وستبعد العقوبة الجديدة بلاتر عن العمل في مجال كرة القدم حتى عام 2028 حيث سيبلغ حينها 92 عاماً، وذلك بسبب اتهامه بالحصول على مكافآت بمبالغ مالية طائلة، بملايين الدولارات، مقابل منح تنظيم كأس العالم 2010 لجنوب أفريقيا و2014 للبرازيل.