عالميا

تراجع تاريخي لسهم تيسلا يكبد ايلون ماسك خسائر بـ134 مليار

 أغلق سهم تيسلا متراجعا 15.42% ليسجّل 222.15 دولار، ليتداول دون مستوياته قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية.

وهو ما يعكس تراجعا كبيرا محا مكاسب بلغت 91% عقب فوز دونالد ترامب.
وتراجعت ثروة مؤسس شركة صناعة السيارات الكهربائية، إيلون ماسك، 6.66%، لتفقد 22.8 مليار دولار، فتسجل 319.6 مليار دولار وفقًا لقائمة فوربس اللحظية لمليارديرات العالم.
ويجسد هذا الانخفاض الاتجاهات العامة في السوق، لكن تيسلا وجدت نفسها أيضًا في قلب التقلبات المستمرة، ما جعلها محور التركيز في تراجع سوق الأسهم الحالي.
في البداية، شهدت الشركة، بقيادة إيلون ماسك ارتفاعا في سعر سهمها، مدفوعا بتفاؤل المستثمرين حيال تخفيف القيود التنظيمية والتحفيز الاقتصادي في ظل إدارة ترامب.
إلّا أنّ تغير الظروف السوقية، بما في ذلك المخاوف بشأن ارتفاع أسعار الفائدة، واضطرابات سلاسل التوريد، والتوترات الجيوسياسية، أدى إلى زيادة الضغوط على سهم تيسلا.
إلى جانب ذلك، أسهمت عوامل داخلية، مثل اشتداد المنافسة في قطاع السيارات الكهربائية، وتحديات الإنتاج، وتغير توجهات المستهلكين، في تراجع أداء السهم.
ويؤكّد هذا الانخفاض الحاد مدى سرعة تغيّر ديناميكيات السوق، لا سيما بالنسبة إلى الأسهم عالية النمو، التي استفادت سابقا من موجة تفاؤل قوية، لكنها تواجه اليوم حالة من عدم اليقين الاقتصادي وحذر المستثمرين.
تيسلا تحت الضغط
انخفض سهم تيسلا بأكثر من 8% ليصل إلى 240 دولارا مع افتتاح السوق اليوم، مسجلا أدنى مستوى له منذ 4 نوفمبر، أي اليوم السابق للانتخابات.
وجاء هذا التراجع الحاد ضمن موجة بيع واسعة في الأسواق، مدفوعة بالمخاوف المتزايدة بشأن السياسات الاقتصادية المرتبطة بدونالد ترامب.
وتأثر قطاع التكنولوجيا بشكل خاص، حيث تراجع مؤشر ناسداك المركب، الذي يضم عددا كبيرا من أسهم التكنولوجيا، بأكثر من 3%، ليدخل رسميّا في نطاق التصحيح بنسبة 10%.
وتعكس هذه الخسائر الواسعة حالة عدم اليقين التي تسيطر على المستثمرين بشأن التغييرات التنظيمية المحتملة، وتوقعات معدّلات الفائدة، والاستقرار الاقتصادي العام في ظل إدارة ترامب، مما زاد من حدّة التقلبات في الأسواق الرئيسية.
واجه سهم تيسلا ضغوطا هبوطية إضافية عقب مذكرة من محلل “يو بي إس” جوزيف سباك، الذي توقّع انخفاضا بنسبة 5% في تسليمات مركبات الشركة لعام 2025.
وتعكس هذه التوقعات عاما ثانيا على التوالي من النمو السلبي لتيسلا، مما يتناقض بشكل حاد مع توقعات المحللين الإجماعية التي تشير إلى زيادة بنسبة 12% في تسليمات المركبات هذا العام.
وأثارت هذه النظرة المتشائمة مخاوف المستثمرين، مما ساهم في استمرار انخفاض السهم.
كما تراجع سهم تيسلا بالفعل بأكثر من 50% من أعلى مستوى له على الإطلاق، والذي سجله في ديسمبر، عندما دفع التفاؤل بشأن الفوائد التنظيمية المحتملة في ظل إدارة ترامب أسهم الشركة إلى الصعود.
ومع ذلك، ومع تغيّر ظروف السوق وتعديل المحللين لتوقعاتهم نحو الانخفاض، تجد تيسلا نفسها في مواجهة تحديات الصناعة إلى جانب حالة عدم اليقين الاقتصادي الأوسع، مما يعمّق التقلبات الحادة في أدائها السوقي.
ثروة ماسك
انخفض صافي ثروة إيلون ماسك بنحو 134 مليار دولار من أعلى مستوى له على الإطلاق، والذي بلغ 464 مليار دولار في ديسمبر، ليصل الآن إلى نحو 330 مليار دولار، وفقا لتقديرات فوربس.
وعلى الرغم من هذا التراجع الكبير، ما يزال ماسك أغنى شخص في العالم بفارق واسع، حيث تتجاوز ثروته أقرب منافسيه بنحو 120 مليار دولار.
وبصفته أكبر مساهم في تيسلا، يرتبط صافي ثروته ارتباطا وثيقا بأداء سهم الشركة، إذ فقد نحو 12 مليار دولار في يوم واحد فقط، بعد انخفاض سهم تيسلا بأكثر من 8% الاثنين.
ويعكس هذا التراجع مخاوف السوق الأوسع نطاقا، لا سيما بشأن السياسات الاقتصادية والتحديات الخاصة بالصناعة، مما أدى إلى زيادة التقلبات في الأسهم عالية النمو مثل تيسلا.
تداعيات تحالف ماسك مع ترامب
لعب إيلون ماسك، الذي تبرّع بمبلغ 288 مليون دولار لدعم حملة دونالد ترامب الانتخابية وحملات أخرى للحزب الجمهوري، دورا نشطا في منصبه رئيسا لوزارة كفاءة الحكومة (DOGE)، وهي لجنة أنشأها ترامب للإشراف على تدابير خفض التكاليف وتسريح موظفي الحكومة.
هذا التعيين وضع ماسك في موقف سياسي حساس، مما عزّز ارتباطه الوثيق بإدارة ترامب وأثار مخاوف المستثمرين ومحلّلي الصناعة بشأن تداعيات ذلك على أعماله.
في الوقت ذاته، تواجه تيسلا تحديات متزايدة، كونها واحدة من أكثر الشركات الأمريكية تأثرا بسياسات ترامب التجارية، وخاصة التعريفات الجمركية.
وتُعدّ الصين ثاني أكبر سوق للشركة، في حين تعتمد سلسلة توريدها بشكل كبير على مكونات مستوردة من كندا والصين والمكسيك، وهي دول متضررة مباشرة من القيود التجارية الجديدة.
وقد أثار فرض التعريفات الجمركية مخاوف بشأن ارتفاع تكاليف الإنتاج، واضطرابات في سلاسل التوريد، واحتمال اتخاذ إجراءات انتقامية من الدول المعنية، مما يزيد من تعقيد موقف تيسلا في السوق.
إلى جانب التداعيات الاقتصادية المباشرة لهذه السياسات، تراجعت أسهم تيسلا بسبب تقارير تشير إلى انخفاض حاد في المبيعات خلال مطلع عام 2025، لا سيما في الصين وأوروبا.
ويحذّر المحلّلون من أنّ الخطاب السياسي الصريح لماسك، وخاصة انحيازه العلني لترامب وتصريحاته المثيرة للجدل، يضرّ بجاذبية العلامة التجارية لدى شرائح واسعة من العملاء، مما يؤدي إلى تآكل سمعتها.
وبعد أن كانت تُعرف بأنها رائدة في الابتكار والاستدامة، تجد تيسلا نفسها اليوم في قلب اضطرابات سياسية واقتصادية متزايدة، تحاول تحقيق توازن دقيق بين مصالحها التجارية والصورة العامة لماسك، التي أصبحت مصدرا للانقسام أكثر من أيّ وقت مضى.