دعا الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، اليوم الثلاثاء، أوروبا إلى الوقوف بحزم في مواجهة هجمات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال شتاينماير، خلال فعالية في برلين للاحتفال بالذكرى المئوية لمؤسسة فريدريك إيبرت إنّ “حملة الإدارة الأمريكية ضد الديمقراطيات الليبرالية صادمة”.
وأضاف: “حقيقة أنّ حتى القوة الرائدة في الغرب الديمقراطي تعلن الآن أنّ السلام والنظام في أوروبا بعد الحرب عفا عليهما الزمن هو أمر لم نكن نتخيّله على الإطلاق حتى وقت قريب”.
وترتبط المؤسسة بالحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي إليه شتاينماير والمستشار المنتهية ولايته أولاف شولتس.
وقال إنّ حقيقة أنّ الدولة التي تدين لها أوروبا بديمقراطيتها بعد الحرب تقوم الآن بحملة ضد الأشكال الليبرالية للديمقراطية وحتى تقوم بتعزيز القوى المناهضة للديمقراطية في بلدان أوروبا أمر صادم.
وأضاف: “لكن يجب ألّا نظل صامتين. علينا أن نحمي ونعزز ونعيد تنشيط ما نمتلكه في أيدينا، أوروبا متحدة قوية وديمقراطية. وعلينا استعادة الثقة في المؤسسات الديمقراطية وممثليها في أوروبا وفي ألمانيا”.
يشار إلى أنّ التحالف عبر الأطلسي بين أوروبا والولايات المتحدة بات في مفترق الطرق، بسبب الجمارك الباهظة على البضائع الأوروبية التي أعلن عنها ترامب.
ولا يستبعد محلّلون أوروبيون أن يضطر الاتحاد الأوروبي إلى خوض حرب تجارية ضد الولايات المتحدة لحماية مصالحه.
ويرى هؤلاء أنّ ترامب وضع دول الكتلة خلال الأسابيع الماضية أمام خيارين فقط، وهما إما الدفاع عن مصالحها في وجه الولايات المتحدة، وإما الخضوع لسياساته، وأن أوروبا لن تتمكّن على مدى السنوات الأربع المقبلة على الأقل، وربما بعدها، من الاعتماد على الولايات المتحدة أو اعتبارها شريكا اقتصاديا أو أمنيا.
وسوف يكون لزاما عليها أن تدافع عن مصالحها بقوة أكبر، ضد الولايات المتحدة حيثما تستطيع، وضدها حيثما يتعيّن عليها ذلك.
وكانت المواجهة الساخنة بين دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، “نقطة تحول تاريخية” دعت الأوروبيّين إلى الاقتناع بأنه “يجب على الاتحاد الأوروبي أن يستثمر أكثر في دفاعه”.
شدّدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في ستراسبورغ، أمس الثلاثاء، على وجوب زيادة الاتحاد الأوروبي إنفاقه العسكري بشكل كبير، محذّرة من أنّ “زمن الأوهام ولّى”.
وقالت فون دير لايين أمام البرلمان الأوروبي: “نحن بحاجة إلى زيادة سريعة للغاية في القدرات الدفاعية الأوروبية. ونحن بحاجة إليها الآن”.
وأكّدت في معرض تقديمها نتائج القمة الأوروبية الأخيرة للدول الـ27 المخصّصة للدفاع عن القارة، أنه “حان الوقت لإنشاء دفاع مشترك”.
في هذا الخصوص، رحّبت فون دير لايين بإجماع دول الاتحاد الأوروبي على ضرورة تعزيز القدرات الدفاعية للتكتّل.
ولفتت إلى أنّ “ذلك لم يكن واردا على الإطلاق قبل بضعة أسابيع فقط”.