تواجه المناطق الجنوبية من تونس، وخاصة تطاوين وبنقردان، خطرًا متزايدًا بسبب أسراب الجراد القادمة من ليبيا، وسط مخاوف من تأثيرها السلبي على المحاصيل الزراعية والغطاء النباتي.
وأكد عبد العزيز الحرابي، رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بتطاوين، أن الجراد دخل الأراضي التونسية نتيجة عدم مكافحته في ليبيا والجزائر، لكنه لا يزال انتشاره محدودًا نسبيًا، حيث تم رصد مجموعات صغيرة في قبلي وأسراب غير كبيرة في بنقردان.
وأوضح الحرابي، في تصريح لإذاعة "جوهرة"، أن وزارة الفلاحة أنشأت لجنة يقظة تتابع التطورات، مع استمرار التنسيق مع السلطات الليبية لمراقبة الوضع. وأشار إلى أن مكافحة الجراد تعتمد أساسًا على المداواة، إذ يصعب محاصرته خلال النهار بسبب تحركه مع الرياح، بينما يكون القضاء عليه أكثر فاعلية خلال الليل.
وأضاف أن الجراد ينجذب إلى المناطق الرطبة، حيث يتكاثر بسرعة ويلتهم المحاصيل بكثافة، مما يجعل المراقبة الدائمة أمرًا ضروريًا. وأكد أن دور المواطنين يقتصر على الإبلاغ عن أماكن تواجد الجراد لتسهيل التدخل السريع من الجهات المختصة.
وشدد الحرابي على ضرورة تعزيز الاستعدادات اللوجستية لمكافحة الجراد، مقترحًا توظيف التكنولوجيا الحديثة، مثل الطائرات المسيرة، لتحسين عمليات الرصد والاستجابة السريعة.
يُذكر أن آخر اجتياح واسع النطاق للجراد في تونس يعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، حيث تسبب في خسائر كبيرة للقطاع الزراعي. ومع التغيرات المناخية وازدياد التقلبات الجوية، يبقى خطر انتشار الجراد قائمًا، مما يتطلب استراتيجيات وقائية أكثر كفاءة.