وطنية

اليوم : تونس تحتفي بالذكرى الـ69 لاستقلالها

 تحتفل تونس اليوم، الخميس 20 مارس 2025، بالذكرى التاسعة والستين لعيد الاستقلال، وهو حدث مفصلي في تاريخ البلاد يخلّد تضحيات الشهداء الذين وهبوا أرواحهم في سبيل الوطن. يمثل هذا اليوم مناسبة يستذكر فيها التونسيون والتونسيات نضالات الأجيال السابقة التي سعت إلى تحقيق الحرية والسيادة الوطنية، وتحدّت المستعمر الفرنسي بكل الوسائل الممكنة.

في العشرين من مارس عام 1956، تمكن الشعب التونسي من استعادة سيادته بعد نضال طويل ومقاومة شرسة، حيث امتزجت دماء الشهداء بتراب الوطن في سبيل نيل الحرية والكرامة. جاء الاستقلال كتتويج لوحدة التونسيين وتضامنهم ضد الاستعمار، ليبدأ بعده مسار بناء الدولة الحديثة وتحقيق إنجازات بارزة في مختلف المجالات.
ولا يُعد الاحتفال بهذه الذكرى مجرد استرجاعٍ للأحداث التاريخية، بل هو تأكيدٌ على رمزية الاستقلال وقيمه السامية التي ناضل من أجلها أبناء تونس داخل البلاد وخارجها. كان هذا الاستقلال ثمرة مسار نضالي طويل بدأ منذ الاحتلال الفرنسي عام 1881، حيث خاض التونسيون معارك سياسية وعسكرية شرسة، وقاد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة جهودًا دبلوماسية بارزة لتعريف العالم بالقضية التونسية.
وتجلت هذه الجهود في تأسيس مكتب المغرب العربي بالقاهرة، ونقل القضية التونسية إلى المحافل الدولية منذ عام 1945. وبعد سلسلة طويلة من النضالات والمفاوضات، تم توقيع بروتوكول الاستقلال في 20 مارس 1956، معلنًا بذلك بداية مرحلة جديدة من السيادة الوطنية.
واستُكمل الاستقلال بجلاء القوات الاستعمارية عن مدينة بنزرت في 15 أكتوبر 1963، بعد مواجهات بطولية أثبت فيها التونسيون إرادتهم الصلبة في مواجهة الاحتلال. كما واصل الشعب نضاله لتحقيق مزيد من الحريات والحقوق، وكانت ثورة 14 جانفي 2011 محطة أخرى أكدت تشبث التونسيين بمبادئ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
وبعد 69 عامًا من الاستقلال، تبقى هذه القيم مصدر إلهام للأجيال القادمة لمواصلة مسيرة البناء وتعزيز السيادة الوطنية.
فذكرى الاستقلال ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي مسؤولية جماعية لصون المكتسبات والعمل على تحقيق مستقبل أكثر إشراقًا. وتحمل هذه الذكرى أبعادًا رمزية عميقة تعزز الشعور بالفخر والانتماء للوطن، وتحفّز الجميع على المساهمة الفعّالة في بناء تونس الحديثة وتحقيق تطلعات شعبها في شتى المجالات.