شهد المعهد العالي للتربية المختصة بتونس حادثة احتجاجية لافتة، حيث عبّر عدد من الطلبة عن رفضهم الشديد لمحتوى محاضرة ألقاها أساتذة فرنسيون، اعتبروه محاولة "لتبييض التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي".
وتناول العرض، الذي كان ضمن محاضرة حول اضطراب طيف التوحّد، مقطع فيديو يبرز نماذج لأطفال إسرائيليين من ذوي الإعاقة، قُدموا على أنهم أمثلة ناجحة في التعايش مع المرض، إلى جانب الإشارة إلى مشاركتهم في صفوف جيش الاحتلال رغم حالتهم الصحية.
وقد أثار الفيديو حفيظة الطلبة، خاصة بسبب تضمّنه مشاهد دمار في قطاع غزة عُرضت بشكل رأى فيه الطلبة محاولة لاستدرار التعاطف مع الجهة المعتدية، إضافة إلى إظهار العلم الإسرائيلي في نهاية المقطع بشكل بارز.
وتصاعدت وتيرة الاحتجاج داخل قاعة المحاضرات، حيث هتف الطلبة تضامنًا مع فلسطين، وندّدوا بكل أشكال التطبيع، مطالبين المحاضرين بمغادرة القاعة فورًا.
وتأتي هذه الواقعة في سياق أوسع من المواقف الطلابية المناهضة للتطبيع داخل الجامعات التونسية، حيث سبق أن ألغى معهد الصحافة وعلوم الإخبار اتفاقيات تعاون مع مؤسسات داعمة للاحتلال، كما رفض طلبة كلية الآداب بمنوبة الأسبوع الماضي تكريم عميد سابق بسبب مواقفه المطبّعة.
ويؤكد هذا الموقف من طلبة المعهد العالي للتربية المختصة على الرفض القاطع لأي محاولة لتطبيع العلاقات الأكاديمية أو الثقافية مع الاحتلال، والتشبث بالدفاع عن القضية الفلسطينية داخل الحرم الجامعي.