أعلن وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عز الدين بن الشيخ عن نجاح أول تجربة للاستمطار الصناعي في تونس، نُفذت بتاريخ 16 أفريل 2025 بسد سيدي سالم من ولاية باجة، في إطار سعي الدولة إلى إيجاد حلول مبتكرة لمجابهة شحّ الموارد المائية.
وأكد الوزير، في كلمته خلال الاحتفال بالعيد الوطني للفلاحة والذكرى 61 للجلاء الزراعي تحت شعار "نحو فلاحة ذكية من أجل سيادة غذائية", أن تجربة الاستمطار تمت بالتعاون مع وزارتي الدفاع والنقل، وهي جزء من رؤية استراتيجية للتحكم الأفضل في الثروات المائية.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل حاليًا على تجريب مشاريع نموذجية بالتعاون مع جهات مانحة، تهدف إلى تحسين إدارة المياه السطحية والجوفية، إلى جانب استخدام تقنيات متطورة لترشيد استعمال المناطق المروية.
وفي سياق الجهود الرامية إلى رقمنة قطاع المياه، كشف بن الشيخ عن العمل على إحداث منصتين رقميتين: الأولى لمساعدة الهياكل الفنية على اتخاذ القرار في التصرف الحيني بالموارد المائية، والثانية للتصرف في الملك العمومي للمياه عبر منظومة تراخيص رقمية حديثة.
كما أشار الوزير إلى الشراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للحد من ظاهرة التبخر، وكذلك مع وزارة تكنولوجيات الاتصال لتفعيل الحلول الرقمية في إدارة الموارد.
وفي إطار التوجه نحو فلاحة مستدامة واقتصادية، أكد عز الدين بن الشيخ أن تونس تسعى أيضًا إلى توظيف الطاقات المتجددة في عمليات إنتاج وتحويل المياه، بهدف تخفيض الكلفة وضمان ديمومة التزود.
تجدر الإشارة إلى أن عملية الاستمطار هي تقنية حديثة تعتمد على حقن السحب المحملة بالرطوبة بمواد كيميائية محفّزة لتحفيز هطول الأمطار، وتُعد خطوة متقدمة في مواجهة تغير المناخ وتأمين السيادة المائية لتونس.