قال رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، بسام الطريفي، إنّ بعض الأطراف من داخل الرابطة، وهي قلة قليلة، لا يروق لها الخط الحقوقي الواضح الذي تتبعه المنظمة، وتعتبر مواقفها الصريحة تجاه الحقوق والحريات "عملاً سياسياً"، ربما بسبب قرب هذه الأطراف من السلطة.
وأضاف الطريفي، في تصريح لديوان ، أن هناك من يسعى إلى تأجيج الأوضاع الداخلية في محاولة للضغط على الرابطة وثنيها عن مواصلة التعبير الصريح عن الانتهاكات المدنية والسياسية، مؤكداً أن مواقف الرابطة تنبع من التزاماتها الحقوقية وتعكس مشاغل المواطن التونسي.
دعوة لإطلاق سراح مساجين الرأي وتعديل المرسوم 54
وأشار رئيس الرابطة إلى أن المنظمة تطالب بالإفراج عن المساجين السياسيين ومساجين الرأي، كما تدعو إلى تعديل أو سحب المرسوم عدد 54 المتعلّق بمكافحة الجرائم الإلكترونية، بسبب ما يشكله من تهديد لحرية التعبير.
وأوضح الطريفي أن الرابطة لم تطالب بإطلاق سراح جميع المساجين، بل فقط أولئك الذين أُحيلوا على القضاء بسبب أنشطتهم السياسية أو آرائهم أو خلفياتهم الصحفية، قائلاً:
"نحن نُفرّق بوضوح بين قضايا الحق العام، وبين من وُجهت لهم تهم دون إثباتات دامغة بسبب مواقفهم".
وشدد على أن الرابطة تملك فريقاً قانونياً قادراً على التمييز بين الملفات ودراستها بموضوعية لتحديد الموقف المناسب بشأنها.
انقسامات داخلية وخلافات مُؤجَّجة
في ما يتعلّق بالخلافات الأخيرة داخل الرابطة، وخاصة داخل فرع صفاقس الشمالية، قلّل الطريفي من حجمها، واصفاً إياها بـ"البسيطة"، ومشيراً إلى أنّ الهيئة سعت إلى حلّها بالحوار، غير أن "أطرافاً معيّنة" عملت على تضخيم الخلاف وتصويره كأنه انشقاق داخلي.
وبخصوص التمويلات، أكد الطريفي أن المنظمة تعتمد الشفافية، وأن من يرغب في الاطلاع على مصادرها يمكنه الرجوع إلى موقع الرابطة أو إلى مراسلاتها الرسمية الموجهة لرئاسة الحكومة.
وكانت ريما بن عامر، عضوة المجلس الوطني للرابطة، قد دعت في تصريح لقناة "التاسعة" إلى إعلام أعضاء الرابطة بمصادر التمويل، وشددت على ضرورة الحفاظ على استقلالية المنظمة وعدم الاصطفاف خلف أي طرف سياسي.
اقتحام المجلس الوطني وتشويش متعمّد
وتأتي هذه التصريحات في سياق توتر داخلي تشهده الرابطة، خاصة بعد اقتحام مجموعة من المنخرطين قاعة انعقاد المجلس الوطني يوم الجمعة الماضي، حيث عمدوا وفق بيان رسمي للمنظمة ، إلى التشويش على الأشغال عبر الصراخ والتصوير وتوجيه الاتهامات للأعضاء.