وطنية

سفيان رجب: قرار طردي من دار الصباح تعسّفي ويمثل تهديدًا لاستقلالية الإعلام

 أعلن سفيان رجب، مدير التحرير ورئيس التحرير السابق بمؤسسة "دار الصباح" وأحد أبرز صحفييها خلال العقود الثلاثة الماضية، عن تعرضه لما وصفه بـ"الطرد التعسفي"، محذّرًا من الانهيار المتواصل الذي تشهده هذه المؤسسة العريقة منذ تعيين مفوض إداري من خارج الحقل الإعلامي.

وفي بيان وجهه إلى زملائه الصحفيين وإلى الرأي العام، اعتبر رجب أن القرار الصادر بحقه يعدّ سابقة خطيرة في المشهد الإعلامي التونسي، خاصة وأنه يأتي بعد مسيرة مهنية امتدت على أكثر من 32 سنة داخل "دار الصباح"، تدرّج خلالها في مختلف المناصب وصولًا إلى إدارة تحرير صحف الدار، وساهم في إنقاذها خلال فترات حرجة.
ووفق نص البيان، فإن المفوض الحالي، وهو موظف بوزارة المالية، تجاوز دوره الإداري وتدخل مباشرة في الخط التحريري للمؤسسة، مخالفًا بذلك مبدأ فصل الإدارة عن التحرير المنصوص عليه في المرسومين 115 و116، واتخذ لاحقًا قرارًا بطرده، مستندًا إلى امتلاكه لموقع إلكتروني خاص، رغم أن هذا الموقع أُنشئ بموافقة مسؤولي المؤسسة، وتوقف عن إدارته منذ تسلّمه إدارة التحرير.
وأشار رجب إلى أن هذه الخطوة جاءت في سياق حملة ممنهجة انطلقت منذ سنة 2022، إثر رفضه تدخل المفوض في التحرير، وتعمقت إثر تدوينة نشرها في جوان 2023 انتقد فيها وضع المؤسسة ودعا إلى تحرك عاجل لإنقاذها، وهو ما استجاب له رئيس الجمهورية آنذاك، من خلال زيارة تاريخية وجّه فيها تعليمات واضحة لحماية "دار الصباح" من التلاشي.
كما حذر رجب من خطورة ما تعيشه المؤسسة اليوم، معتبرًا أن إعادة تعيين نفس المفوض رغم استقالته السابقة، واحتكاره لإدارة التحرير، أضعف المؤسسة وأربك مسارها المهني، مما انعكس سلبًا على مستوى محتواها الورقي والرقمي.
وختم رجب بيانه بالتأكيد أن ما يحدث لا يتعلق بشخصه فقط، بل بمصير مؤسسة وطنية رائدة في تاريخ الإعلام التونسي، داعيًا الصحفيين وهياكل المهنة إلى التحرك لحماية ما تبقى من "دار الصباح".