وطنية

وائل نوار : قافلة الصمود طُوّقت.. والعودة فُرضت تحت التهديد

 كشف وائل نوار، أحد المتحدثين باسم "قافلة الصمود"، خلال ندوة صحفية عُقدت اليوم الجمعة 20 جوان 2025، تفاصيل ما وصفه بـ"اللحظات الحاسمة" التي عاشتها القافلة في المنطقة الفاصلة بين غرب ليبيا وشرقها، قائلًا: "عُدنا بقوة السلاح، بعد أن طوّقتنا فرق مسلّحة ومنحتنا مهلة قصيرة للانسحاب، ومع اقتراب نهاية المهلة واستعمال السلاح، قررنا العودة 50 كيلومترًا إلى الوراء".

وأشار إلى أن القافلة استقرّت مؤقتًا في منطقة قريبة من مصراتة، مضيفًا: "كان لدينا 15 موقوفًا من جنسيات مختلفة، وأعلنا انتهاء المسار البري بعد فشلنا في تأمين طريق بحري بديل، لكننا بقينا مرابطين إلى أن تم إطلاق سراحهم بعد مفاوضات صعبة استمرت يومين".
وفي تقييمه العام للمسيرة، قال نوار: "لم ننجح في الوصول إلى رفح ولا كسر الحصار عمليًا، لكننا قطعنا خطوات جبارة نحو ذلك الهدف... القافلة أثبتت أن غزة ليست حلمًا بعيدًا وأن الشعوب المغاربية يمكن أن تزحف نحوها موحّدة".
وأكد نوار أن المبادرة، التي أطلقتها "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين" بدعم من 13 منظمة تونسية، تحولت إلى قافلة مغاربية بعد التنسيق مع منظمات وشخصيات من الجزائر وليبيا وموريتانيا، وانطلقت من تونس في 9 جوان باتجاه معبر رفح عبر الأراضي الليبية.
وأضاف: "رحّب بنا الأهالي في تونس كما في غرب ليبيا، لكننا وُوجهنا في شرق ليبيا بقرار منع صادر عن قوات أمن الحكومة الشرقية، بحجة غياب موافقة مصرية على دخولنا. رغم أننا كنا نمتلك كل الوثائق القانونية، فإن المفاوضات لم تُثمر، وتم تطويقنا بالسلاح".
ووجّه نوار رسالة واضحة: "لن نغلق الصفحة بل سنفتح أخرى، ونفكر منذ الآن في قافلة جديدة قوامها ليس المئات، بل الآلاف من شعوب المغرب العربي... لأن البوصلة كانت وستبقى: فلسطين".
وكانت وزارة الخارجية المصرية كانت قد أصدرت بيانًا مساء الأربعاء 11 جوان 2025 في أول رد رسمي لها، قالت فيه: "لا يُسمح لأي وفد أو قافلة بعبور الأراضي المصرية نحو رفح، إلا عبر التنسيق المسبق مع الجهات الرسمية، وبما يراعي الإجراءات الأمنية المعمول بها في المناطق الحدودية الحساسة"، ولفتت إلى "ضرورة الحصول على موافقات مسبقة لإتمام الزيارات إلى المنطقة الحدودية المحاذية لغزة"، كما أكدت أنه "لن يتم النظر في أي طلبات أو التجاوب مع أي دعوات ترد خارج الإطار المحدد بالضوابط التنظيمية والآلية المتبعة منذ بدء الحرب على غزة".
وقد أعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في ليبيا (التابعة للحكومة الليبية المكلفة من البرلمان في الشرق الليبي) ترحيبها بقافلة الصمود، منوهة في بيان لها، يوم الخميس 12 جوان 2025، إلى ما ورد في بيان وزارة الخارجية المصرية مساء الأربعاء 11 جوان 2025، الذي يحدد الضوابط التنظيمية الخاصة بزيارة المنطقة الحدودية المحاذية لقطاع غزة، وشددت على "أهمية احترام هذه الضوابط والتنسيق الكامل مع الجهات المختصة لضمان سلامة المشاركين ونجاح أهداف القافلة"، وفق نص البيان.