ثقافة و فن

بالصور : جمهور دقة يتفاعل مع توليت في سهرة استثنائية

 في ليلة لا تشبه غيرها، اعتلى الفنان الغامض "توليت" ركح المسرح الأثري في مهرجان دقة الدولي، ليصنع لحظة فنية وإنسانية عالقة في الذاكرة.

ورغم أن الحضور لم يكن كثيفًا، فإن التجربة كانت استثنائية. حضورٌ نوعي، تفاعلٌ صادق، ورسائل أعمق من مجرد أغانٍ تُؤدّى على المسرح.
منذ اللحظات الأولى، بدا واضحًا أن "توليت" جاء محمّلًا بما هو أكثر من موسيقاه. رفع الكوفية الفلسطينية عاليًا، في مشهد مؤثّر هزّ مشاعر الجمهور، وأعاد إلى الأذهان رمزية المقاومة والصمود. تصفيقٌ حارّ، وقلوب خفقت مع هذه اللفتة القوية لفنان لا يفصل بين الفن والموقف.
ثم قال بعفوية: "أحسن ناس، ناس تونس". جملة قصيرة، لكنها فتحت قنوات من الدفء والتقدير بينه وبين الجمهور، الذي ردّ بمحبة لافتة وتفاعل تلقائي، جعل من السهرة مساحة تواصل حقيقية.
ما يميّز "توليت" ليس فقط صوته أو كلماته، بل ذلك الغموض الذي يحيط به، ويزيده سحرًا. لكنه غموض لا يعوق القرب، بل يزيد من فضول الجمهور وتعلّقه. ومع أولى نغمات أغانيه، تحوّل الفضاء إلى موج من الأصوات، ردد فيها الجمهور كلمات "حبيبي ليه" بشغف، وكأن كل شخص في الحضور يغني قصته الخاصة.
في دقة، أثبت "توليت" أن الفن الحقيقي لا يُقاس بعدد المقاعد الممتلئة، بل بالشرارة التي تُشعلها لحظة صدق.
لم يكن العرض مجرد حفل، بل لقاء إنساني عميق، يؤكد أن للفن رسائل لا تحتاج إلى ضجيج، بل إلى قلب نابض وإحساس صادق.
 
صور : رفيق بودربالة