يعيش موقع تصوير سلسلة أفلام Star Wars بمنطقة "عنق الجمل" بولاية توزر، أحد أبرز المعالم السينمائية في العالم، وضعًا كارثيًا يندى له الجبين، وسط صمت رسمي مريب وتجاهل تام من السلطات المعنية.
وقد تحوّل الموقع إلى فضاء مهمل تغمره الأوساخ والنفايات؛ حيث أصبحت مشاهد القاذورات، والردم، والبقايا البلاستيكية مألوفة لزوّاره القلائل، ممّا يُشوّه صورته ويُقلّص من قيمته الرمزية والسياحية.
ومع غياب أدنى مقومات الصيانة أو الحراسة، يبدو وكأن الدولة تخلّت عنه تمامًا، كما تُظهر الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكالات الأسفار تدق ناقوس الخطر
يؤكّد أصحاب وكالات الأسفار في الجنوب أنهم يواجهون صعوبات متكرّرة في إدراج الموقع ضمن المسارات السياحية، نظرًا لتدهور حالته وتراجع جاذبيته.
فالمكان الذي كان من الممكن أن يتحوّل إلى قطب سياحي وثقافي عالمي، أصبح مصدر إحراج، ممّا يُهدّد بخسارة فرصة نادرة لتنشيط السياحة الصحراوية وتثمين التراث السينمائي التونسي.
عنق الجمل لم يعد مهددًا فقط بالزحف الرملي، بل أصبح محاصرًا بالإهمال البلدي، وغياب النظافة، وانعدام أي خطة واضحة للترميم أو التثمين.
صور المباني السينمائية المتآكلة، والثقوب التي خلّفها الزمن، والكتابات العشوائية على الجدران، تعكس واقعًا مؤلمًا لمعلم كان من المفترض أن يُصان ويُحمى.
عنق الجمل ليس مجرّد ديكور سينمائي مهجور، بل هو كنز رمزي يجب الحفاظ عليه.
فصيانته مسؤولية وطنية تتقاطع فيها الثقافة والسياحة والهوية. ومن العار أن يُترك هذا المكان يُغطّى بالغبار والنفايات، في حين يمكن أن يكون موردًا اقتصاديًا وسياحيًا يُنعش الجهة والبلاد بأكملها.