أثار ظهور الفنان التونسي فتحي بن علي، المتهم بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، في إحدى سهرات مهرجان عقارب للفروسية في دورته الستين، موجة استياء عارمة في صفوف أهالي المدينة ورواد المهرجان، الذين اعتبروا مشاركته "إهانة" لمدينة عُرفت بمواقفها المناصرة للقضية الفلسطينية وبتاريخها النضالي في مواجهة الاحتلال.
صعود الفنان على ركح أحد أعرق المهرجانات في البلاد أثار ردود فعل غاضبة، دفعت بالنائب عن دائرة عقارب، شكري البحري، إلى رفع المسألة تحت قبة البرلمان، مطالبًا وزيرة الثقافة أمينة الصرارفي بمحاسبة المسؤولين عن إدراج اسم الفنان ضمن العروض المدعومة. وأكد البحري براءة أهالي المدينة من هذا الحدث الذي وصفه بـ"المهزلة"، قائلا: "ماناش مسامحينكم"، في إشارة إلى تحميل وزارة الإشراف مسؤولية ما حصل.
ورغم إعلان هيئة المهرجان تبرؤها من السهرة المثيرة للجدل التي تمت برمجة عرضها من قبل المندوبية الجهوية للثقافة بصفاقس في آخر لحظة، إلا أن الغضب الشعبي لم يهدأ، وسط دعوات بمقاطعة الفنان ومَن وصفوهم بـ"المتطبعين" و"الخونة"، مطالبين بمنعهم من المشاركة في الحفلات والمهرجانات ووسائل الإعلام التونسية.
يُشار إلى أن فتحي بن علي، المعروف بأدائه لأغانٍ تراثية تونسية يهودية، سبق أن زار الأراضي المحتلة أكثر من مرة، ما دفع نقيب الفنانين التونسيين السابق مقداد السهيلي إلى التبرؤ منه عام 2018، خاصة بعد ظهوره وهو يؤدي وصلات غنائية مرتديًا الجبة والشاشية في إحدى السهرات هناك. وبرّر الفنان تلك الزيارة، حينها، بأنها كانت "من أجل لقمة العيش"، وفق تصريحه.