اقتصاد

المجلس الجهوي يطالب بتقسيم صفاقس إلى ولايتين

 اقترح المجلس الجهوي بصفاقس، خلال ندوة صحفية عُقدت يوم الأربعاء 30 جويلية 2025 بمقر الولاية، إحداث ولاية جديدة بالجهة، في خطوة ترمي إلى تعزيز النجاعة الإدارية وتحسين جودة الخدمات المسداة للمواطنين داخل المؤسسات العمومية التي باتت تعاني من ضغط متزايد.

الناطق الرسمي باسم المجلس، فريد السلامي، أوضح خلال اللقاء الذي خُصّص لتقديم كتاب المخطط الخماسي للتنمية الجهوية 2026-2030، أنّ المجلس الجهوي تلقى ما يزيد عن 2300 مقترح مشروع، تم انتقاء 219 منها على أساس جدواها الاقتصادية والاجتماعية وارتباطها الوثيق بحاجيات الجهة الملحة، مؤكدًا أن هذه المشاريع تمثل خلاصة تشاركية جمعت بين تصورات الهياكل الجهوية وانتظارات المواطنين.
ولعلّ من أبرز المحاور الكبرى التي تم التركيز عليها في هذا المخطط، التوجه نحو إنهاء حقبة التلوث الصناعي الذي خنق المدينة لعقود، من خلال إزالة الأنشطة الفسفاطية الملوثة وترحيلها خارج النسيج الحضري، لما لذلك من أثر مباشر على صحة السكان ومحيطهم البيئي، فضلًا عن تأثيره السلبي على جاذبية الاستثمار. كما يتضمن المخطط إعادة إحياء مشروع "تبرورة" الذي لطالما عُلّقت عليه آمال كبرى، بوصفه أحد مفاتيح مصالحة الجهة مع واجهتها البحرية، عبر تحويل الشاطئ القديم إلى فضاء ترفيهي ومتنفس حقيقي لأهالي المدينة.
من جانب آخر، لا يخفي المجلس طموحه في تطوير البنية التحتية الحيوية عبر التوسعة المرتقبة لكل من مطار صفاقس ومينائها التجاري، لما لهذين المشروعين من أهمية في تعزيز مكانة الجهة كمحور اقتصادي حيوي في الجنوب. كما تضمن المخطط مشاريع طموحة على غرار إحداث مدينة رياضية وتوسعة ملعب الطيب المهيري، فضلًا عن إطلاق شبكة نقل حديثة تشمل المترو الخفيف، في محاولة لتخفيف الضغط على وسائل النقل التقليدية وتحسين الربط بين مختلف أحياء المدينة.
ولم يغفل المجلس عن أهمية تهيئة المناطق الصناعية وتوسعة الطرقات الجهوية والوطنية، خاصة الطريقين عدد 13 و14 المؤديين نحو سيدي بوزيد، القصرين وقفصة، إلى جانب صيانة الأحياء الشعبية التي تشهد كثافة سكانية عالية وتفتقر إلى الحد الأدنى من التهيئة العمرانية.
في المجمل، يبدو أن صفاقس بصدد رسم ملامح مرحلة جديدة، عنوانها الأبرز العدالة المجالية والانتقال من منطق الترقيع إلى منطق التخطيط الاستراتيجي، في انتظار أن تجد هذه المقترحات طريقها إلى التنفيذ الفعلي، بعيدًا عن زحمة الوعود والمؤتمرات الصحفية.