عالميا

سفير أمريكي لدى ''تل أبيب'' ينفي مزاعم الاحتلال بسرقة حماس للمساعدات

 حماس كانت تقوم بسرقة أو تحويل المساعدات الإنسانية الممولة من واشنطن عبر برنامج الأغذية العالمي أو عبر منظمات غير حكومية دولية.

وفي مقال مشترك نشرته مجلة "فورين أفيرز"، أكد جاك ليو، السفير الأمريكي السابق لدى الاحتلال، وديفيد ساترفيلد، المبعوث الأمريكي السابق للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط، أنه "لا يوجد أي دليل على أن حماس قامت بتحويل كبير ومنهجي للمساعدات الممولة من الأمم المتحدة أو منظمات الإغاثة".
هذا الطرح جاء مناقضًا للرواية الإسرائيلية التي دأبت على الترويج لاتهامات بأن حماس تسرق المساعدات بشكل منهجي، في محاولة لتبرير إنشاء "مؤسسة غزة الإنسانية" المثيرة للجدل، والتي طالبت منظمات دولية عدة بإغلاقها بعد أن تحولت – بحسب وصفهم – إلى "مصائد موت" للفلسطينيين الباحثين عن الغذاء.
وأشار الكاتبان إلى أن الأدلة التي قدمها الاحتلال كانت "محدودة ومجتزأة"، مثل مقاطع فيديو تُظهر مسلحين قالت إسرائيل إنهم عناصر من حماس يسيطرون على شاحنات مساعدات. وفي المقابل، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين اتهامهم حماس بسرقة جزء من المساعدات، لكن من دون ما يثبت وجود عملية منظمة.
كما أكد ليو وساترفيلد أن تقريرًا داخليًا للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، سُرّب في يونيو الماضي، توصّل إلى النتيجة نفسها. غير أن بعض السياسيين في وزارة الخارجية الأمريكية اعترضوا على التقرير، مستندين إلى معلومات من الجانب الإسرائيلي.
وأقر المسؤولان بأن حماس حصلت على بعض المساعدات، إلا أن ذلك "لا يرقى إلى كونه نظامًا ممنهجًا للسرقة"، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
وأضافا أن إسرائيل سمحت في السنة الأولى من الحرب لشرطة حماس بمرافقة قوافل المساعدات لمنع النهب، لكنها أنهت الترتيب في يناير 2024 بحجة أن حماس استغلت الأمر لتعزيز سلطتها، وهو ما تسبب بانتشار العصابات وعمليات النهب المنظم، خصوصًا بعد أن منع الاحتلال شركات الأمن المحلية من حماية القوافل بدعوى تعاونها مع حماس.
ولأول مرة، كشف ليو وساترفيلد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو من طلب من الرئيس الأمريكي جو بايدن إنشاء الرصيف العائم قبالة سواحل غزة لتسهيل دخول المساعدات، وهو مشروع صُوّر في البداية على أنه مبادرة أمريكية خالصة. ورغم أن الرصيف ساعد في إطعام نحو 450 ألف فلسطيني، فإنه اعتُبر مشروعًا فاشلًا ومكلفًا بعد أن انهار عدة مرات وأُغلق نهائيًا خلال أقل من شهر. ومع ذلك، ظل ميناء أشدود مفتوحًا لإدخال المساعدات وفق تفاهم ضمني مقابل إنشاء الرصيف.
واختتم الكاتبان بالإشارة إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية أقل انخراطًا في تفاصيل إيصال المساعدات، وبدأت بالفعل في تفكيك منظومة الدعم الإنساني التي كانت توفرها واشنطن حول العالم.
وسبق أن ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية أن مسؤولين كبارًا في جيش الاحتلال الإسرائيلي اعترفوا بعدم وجود أي دليل يثبت أن حماس سرقت المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة بشكل منظم خلال الحرب على غزة.
وفي أغسطس، اتهمت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، الاحتلال الإسرائيلي برعاية مجموعات من اللصوص ومنحها غطاءً لنهب الشاحنات القليلة المحملة بالمساعدات وبيعها في الأسواق بأسعار مرتفعة، ضمن سياسة وصفتها الوزارة بـ"هندسة التجويع".
كما أدانت الوزارة "إصرار الاحتلال على استمرار الفوضى في إدخال كميات محدودة من المساعدات الإنسانية، وارتكاب مجازر بحق لجان التأمين العشائرية والشعبية المدنية".
وبدعم أمريكي كامل، تواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات الدولية والأوامر الصادرة عن محكمة العدل الدولية بوقف هذه الجرائم.