أثار تصريح وزيرة العدل التونسية ليلى جفال داخل البرلمان، أمس السبت 15 نوفمبر 2025، جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، بعد حديثها عن وضع السجناء المضربين عن الطعام في السجون التونسية.
فقد ذكرت الوزيرة، وهي تضحك، أنّه "لا يوجد أي سجين يخوض إضراب جوع حقيقي بشكل كامل"، مشيرة إلى أنّ "بعضهم يعلن الإضراب ثم يتناول من حين إلى آخر قدراً من الطعام، ومن لا يكتفي بالقليل يأخذ الأكثر".
وأردفت أنّ "عدداً من السجناء يرفضون المتابعة الطبية حتى لا تُكشف حقيقة أنهم ليسوا في إضراب تام"، معتبرة أنّ "جهات معيّنة تتعمّد تضخيم الوضع الصحي وتتحدث عن كسور في الأضلع لإحداث بلبلة داخل البلاد وخارجها".
هذه التصريحات أثارت ردود فعل غاضبة لدى شخصيات سياسية وحقوقية ونشطاء، الذين رأوا في كلام الوزيرة استخفافًا بوجع المضربين. ودوّن ناشطون وصحفيون أنّ خطابها "يجسّد، وفق تعبيرهم، انحدار الدولة حين تتناول معاناة السجناء بنبرة تهكمية"، مضيفين أنّ "هزيمة القيم الأخلاقية أخطر من أي هزيمة سياسية".
كما اعتبر آخرون أنّ حديث الوزيرة عن أنّ "كل المضربين يأكلون" مقروناً بضحكة، يعكس غياباً تاماً للتعاطف الإنساني، متسائلين عن مصير من "تعرّضوا للتنكيل ظلماً"، ومحذّرين من أنّ "صمت الشعب قد يكون أثقل وطأة من غضبه".