آراء

ديـــــن ابـــــوكم اسمه ايــــه ؟

 كتب-هادي يحمد

 لم يتردد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ـ داعش ـ  في بث صور لمجرزة جماعية في محافظة صلاح الدين العراقية. القتلى جنود ومواطنون عراقيون مكبلوالايدي الى الخلف اصطفوا رقودا جنبا الى جنب. والقتلة ملثمون بالسواد يحملون بنادقهم ويكبرون باسم الله الواحد الاحد. التنظيم الارهابي اعلن انه قتل في هذه المجزرة الجماعية حوالي 1700 جندي ومواطن عراقي إما لانهم من الجيش النظامي العراقي او لمجرد أن مذهبهم شيعي. 
من بين هؤلاء القتلة المجرمون تونسيون ولدوا في هذه الارض و تربوا في مدارسنا ومشوا في شوارعنا. فيديو الداعشي التونسي الذي يحمل بندقية كلاشنكوف والذي اهان جنودا ومواطنين عراقيين قبل ان يجهز عليهم قتلا بالرصاص هو مثال لهؤلاء الخوارج الذين يخوضون الحرب باسم "تطبيق شرع الله" في مدن العراق وسوريا وليبيا وجبالنا الغربية على الحدود الجزائرية. 
ما أرخص الحياة عند هؤلاء المعتقدين بشرع الرب وما أبشعها وما أرذلها. ما ابشعه هذا الرب الذي يأمر هؤلاء بقتل الناس على الهوية ولمجرد تطبيق مقولات من قبيل مرتد وكافر وشيعي رافضي. هل تحوي ثقافتنا الدينية كل هذا الكره والحقد والاستمتاع بمشاهدة الدماء والرؤوس المنفجرة بفعل طلقات الرصاص؟! أي رب هذا وأي دين يبيح كل هذا ويبرره؟! ما اسم هذا الرب وأين يسكن ؟! دين أبوكم اسمه ايه على حد قول تلك الاغنية الكويتية.
هل تكفي مقولة ان هؤلاء لا يمثلون الاسلام من أجل اسدال ستار تعمية على حقيقة ان هؤلاء وجدوا اشياء في كتب الاولين تبيح لهم ما يقومون به؟! هل كان لا بد من تنظيم ارهابي اجرامي مثل داعش لكي نتفطن الى امر ما؟! أين الخلل؟! هل الخلل في مناهجنا التعليمية؟! هل الخلل في كوننا ورثنا كتبا صفراء فيها الكثير من الدعوات الى الكراهية وقتل الناس على الهوية دون ان نخضعها للمراجعة والتمحيص؟! 
ربما وسط كل هذه العتمة وبداية قرون الظلام الاسلامية، اذا كان من فضيلة لجرائم داعش المشرقية والمغربية فهي انها ستدفع الناس الى التفكير حول مفاهيم الاسلام التي يحملون ويتوارثون. اذا كان من فضيلة لداعش واخواتها انها ستسرع في القناعة ان هناك خللا ما في مكان ما وان مصلحتنا ان نعيد النظر فيه. من السهل الفصل بين داعش واسلام التسامح والفضيلة والاخاء والسلام ولكن من الصعب طرد هؤلاء نهائيا من متاريس ايات القتل والذبح على الهوية. ليس داعش مجرد تنظيم ارهابي مسلح ولكنها جزء من الامراض الثقافية التي لم نتمكن من تخليص تراثنا منها حتى الان. 
مصارحة انفسنا هي الحل لبداية التخلص من جرثومة اسمها داعش. المصارحة والحقيقة اننا نعيش في ثقافة دينية هجينة لم تخضع للنقد والتمحيص والمراجعة. من هنا يبدأ التخلص من داعش واخواتها.
التخلص من داعش يبدأ من المحافظ المدرسية ليمر بين اروقة الجامعات لينتهي بعتبات المنبر يوم الجمعة.