آراء

النهضة والخطّة الإعلامية الجهنّمية لإفشال الانتخابات …

مع اقتراب موعد الانتخابات واستحقاقاتها اللوجيستية والتعبوية والدعائية ، بدأت حركة النهضة في إعداد العدّة لخوض هذه المعركة المصيرية والحاسمة في مصيرها السياسي في تونس لكن طبعا ليس بالآليات الاتصالية والسياسية المتعارف عليها في الصراع السياسي ، بل باللّجوء إلى وسائل الإعلام المضاد وحرب إطلاق الشائعات الشرسة التي ستصل لأوج قوتها مع اقتراب موعد الانتخابات
واستخدام الشائعات حرب قديمة واستراتيجية مألوفة لجماعة إخوان النهضة في مواجهة أعدائها منذ القِدم ، بل هي تعتبر أحد أكبر أسلحة الجماعة وذلك قصد التشكيك بل والحطّ من معنويات خصومها وطرح أفكارها هي باعتبارها أفكارا وطنية تسعى لإنقاذ تونس . ومن أساليب الإخوان لتحقيق هذه الغاية استغلالهم للإعلام الأسود ، لترويج هذه الشائعات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية غير معروفة المنشأ وإطلاق بعض المأجورين في الأنهج والشوارع والتجمعات العامة لترويج خبر معيّن بهدف إحداث مزيد من البلبلة واللّخبطة وعدم الفهم لدى عامّة الناس
والأسلوب الأخير هذا ، بدأ التونسيون يتعوّدون عليه هذه الأيام والكل يسمع عن العزوف على التسجيل في القائمات الانتخابية مع الشرح الجاهز للظاهرة : وهو عقاب جماعي من التونسيين على كّل الأحزاب والسياسيين ، وهي طريقة إخوانية خبيثة تساوي بين الجلاّد والضحية وتجعل من كل الفاعلين السياسيين على الساحة مسؤولين عن فشلها الذريع في إدارة البلاد طيلة فترة حكمها الترويكي الكارثي الذي لم يتجاوز من حسن الحظّ السنتيْن. وأمّا إذا لم تمر هذه الحيلة الإخوانية الشيطانية على أصحاب العقول فيصبح العمل الميداني هو الحل ، وذلك من خلال حملة تمزيق معلّقات الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات الداعية للناخبين للإقبال على مراكز التسجيل ، ومحاولات التشويش على الجمهور الواسع وحمله على عدم الانخراط في اللّعبة الانتخابية من أصلها بالتوازي مع خطاب رسمي نهضاوي يتمسّك فيه “حزب الشيخ” بالمواعيد الانتخابية المعلنة والعمل على إنجاحها والقبول بنتائجها التي ستفرزها صناديق الاقتراع !!!
ولئن أصبح الشعب التونسي على دراية كافية لإدراك مختلف الألاعيب النهضوية فمن المتوقع في الفترة القادمة وخصوصا مع اقتراب الموعد الانتخابي ، اشتغال الحرب الإعلامية الإخوانية بشراسة من قبل الجماعة ، بالاعتماد خاصة على المواقع الإلكترونية المشبوهة وشبكات التواصل الاجتماعي المساندة لها ، وفي اللّحظة الحاسمة من خلال الاعتماد على قناة الجزيرة زعيمة المعارك المُدمّرة والخاسرة في البلدان العربية والحاضنة الإعلامية الأولى لكلّ التيارات الإخوانية والتكفيرية والإرهابية
سنعود خلال الأيام المقبلة إلى فترة التسريبات التي شهدناها خلال سنتين من حكم النهضة لاستكمال الحرب الإعلامية التي لم تتوقف منذ خروجهم القسري عن الحكم ، والثابت أن الفترة القادمة ستكون سوقا نشطة للشائعات والافتراءات السياسية من جانبهم ومن جانب الأحزاب المؤلّفة قلوبهم التي تدور في فلكها
بالمناسبة يشدد أحد الباحثين في شئون الحركات الإسلامية ، على ضرورة مواجهة هذه الحرب المستمرة بالإعلام المضاد والشفافية وإعلان الحقائق ، لأن الكذب المضاد يقوي من الشائعات، صحيح أن إخوان النهضة كما إخوانهم في مصر يمتلكون أجهزة تنصّت سواء بشرية أو إلكترونية منذ كانوا في الحكم في البلديْن ، يتنصّتون بها على الكلّ من سياسيين وجماعات إسلامية “مناوئة” وغيرهم ، والآن تستخدم هذه الأجهزة في التوصل إلى معلومات والترويج لها ، لكنّي أظلّ رغم كلّ شيء أعتقد في نباهة وذكاء التونسي وقدرته على عدم الانجرار للعمل بذلك المثل الشعبي القائل “غضب امحمد ع الصبابطية روّح من تونس حفيان ” تنفيذا لمسعى جماعة مونبليزير بأن يقاطع أغلب التونسيين الانتخابات بكل مراحلها شماتةً في الاحزاب و النُّخب السياسية … 
 
بقلم : رشيد الكرّاي