بعد الانتهاء من الانتخابات التشريعية والإعلان عن انطلاق الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية التي انطلقت من غرة نوفمبر للتواصل الى 23 نوفمبر الجاري في دورتها الأولى ويشارك في هذه الانتخابات 27 مترشحا كانت أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في سبتمبر الماضي عن قبول ملفاتهم بصفة نهائية وعلى الرغم من قرار احدهم بالانسحاب من السباق الرئاسي الا أن الهيئة رفضت الانسحاب باعتبار أن القانون الاساسي للانتخاب والاستفتاء لا يقبل الانسحاب الا حين اجراء الدورة الاولى أو الثانية للانتخابات الرئاسية والتي تخول لهم الانسحاب من السباق الرئاسي.
وتنتهي الحملة الانتخابية للناخبين في الدورة الاولى يوم 22 نوفمبر الجاري، وتعود الحملة في الدورة الثانية في اليوم الموالي للإعلان عن نتائج الدورة الاولى .
اختار كل مترشح للانتخابات الرئاسية الانطلاق في الترويج لحملته الانتخابية من جانب ، حيث اختار رئيس حزب نداء تونس الباجي قايد السبسي الانطلاق في حملته الانتخابية من ضريح في حين اختار أيضا مرشح الجبهة الشعبية حمى الهمامي انطلاق حملته الانتخابية للرئاسية من مقبرة الشهداء بالعاصمة شهداء الاستعمار وشهداء الوطن قبل وبعد الثورة التونسية.
اما بالنسبة الى المرشحين الباقين فقد اختاروا الانطلاق في الترويج لحملتهم الانتخابية من مسقط رأسهم، وكل على طريقته من أجل كسب صوت الناخب في التصويت في الانتخابات الرئاسية.
لكن الرئيس المؤقت و المترشح للانتخابات الرئاسية المنصف المرزوقي خير الانطلاق في الترويج لحملته الانتخابية من قاعة الكوليزي بالعاصمة بحضور رابطات حماية الثورة التي وقع حلها بعد مجادلات و تجاذبات استغرقت وقت طويل في المجلس الوطني التأسيسي بين نواب المجلس خاصة بعد ثبوت تورطها في أحداث العنف والقتل والفوضى ( على غرار قتل المنسق الجهوي لحزب نداء تونس لطفي نقض في احد الاجتماعات في تطاوين).
و لعل هذا الاختيار غير البريء يوضح لنا ان المرزوقي اختار التعويل حملته الانتخابية على العنف والفوضى لعله يتمكن من ارباك المواطنين والناخبين للتصويت له.
وهو ما يبين عودة الخطر خاصة أن عناصر رابطات حماية الثورة تورطوا في اعمال عنف و اعتداءات متكررة على سياسيين و صحفيين و لا ننسى حادثة الاعتداء على مقر الاتحاد العام التونسي للشغل يوم 04 ديسمبر 2012 .
و كعادته تعمد المرزوقي التهجم على الاعلام حيث وصفه بالحقير و المضحك ، متهما اياه بالوقوف وراء الخلايا النائمة لحزب التجمع التي نشطت في الانتخابات الرئاسية وكأن الاعلام التونسي هو سبب الخسارة المخزية لحزبه في الانتخابات التشريعية والسبب في حصوله على 4 مقاعد فقط في مجلس نواب الشعب القادم ..
و حسب اتهامات المرزوقي فان الاعلام هو سبب فقدان التونسيين الثقة بهم بعد ثلاث سنوات من الاغتيالات السياسية والأوضاع المزرية للاقتصاد التونسي اضافة الى الاوضاع الاجتماعية للمواطنين المهترية بسبب الارتفاع المشط للأسعار وعدم الاخذ بعين الاعتبار المقدرة الشرائية للمواطن التونسي والذين اقتصر دورهم طيلة فترة حكمهم في ترك الارهاب يتوغل في تونس و التمركز في عدد من المناطق و تساهلهم مع الارهابيين .
كما لا يفوتنا تركيز المرزوقي على تعاطفه مع المنتسبين الى التيار السلفي من خلال حضور عدد من المنقبات في افتتاح حملته الانتخابية ، كما استغل هذا الاخير فقدانهم الثقة في حزب حركة النهضة ، و يبدوا ا السلفيين لديهم امل في المرزوقي من منحهم الفرصة لتكوين امارة اسلامية في المستقبل اذا كانت لهم الفرصة مثلما شاهدنا ذلك قبل ساعات من انطلاق يوم الاقتراع للانتخابات التشريعية في أكتوبر الماضي في العملية الارهابية الاخيرة في منطقة شابوا التابعة لولاية منوبة ، حيث رأينا نساء منقبات رفعوا السلاح في وجه الامن الوطني..
و استغل المرزوقي المناطق الداخلية المهمشة للترويج لحملته الانتخابية لعله يعول على العائلات الفقيرة والمعوزة التي لم يزورهم طيلة فترة حكمه واختار ان تكون بداية ذكرياته من وسط الفقراء و الكادحين وا والطبقة الشغلية لعله يكسب أصواتهم في هذه الانتخابات بعد أن فقد حزبه هذه الاصوات في الانتخابات التشريعية وهي الخسارة التي يمكن اعتبارها الاولى...
احمد الطاهري