اعلن مدير الديوان الرئاسي رضا بلحاج الاستقالة من منصبه يوم امس في بيان و في رسالة قدمها لرئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي الذي قبل الاستقالة .
و بالعودة للاحداث السياسية المتسارعة في حزب نداء تونس ، تفيد المعطيات انه وقع ابعاد رضا بلحاج من القصر الرئاسي مشكلا خسارة كبرى لفريق قصر قرطاج لا سيّما و ان بلحاج رافق السبسي منذ وصوله الى كرسي الرئاسة .
و تعد هذه الاقالة الأبرز منذ الانتخابات الرئاسية خاصة أن رضا بلحاج من اكثر النافذين في القصر ، الا ان العديد من الاخطاء التي يمكن وصفها بالقاتلة عجلت بإبعاده .
و من بين هذه الاخطاء التي عجلت في ابعاد بلحاج هو تبنيه لفكرة التوريث السياسي لإبن الرئيس حافظ قائد السبسي الذي فرض سيطرته على نداء تونس منذ لقاء جربة الشهير و الذي اعتبرته عدة قيادات في النداء انقلابا تم التخطيط له من قائد السبسي الابن بمشاركة بلحاج و خميس قسيلة و عبد العزيز القطي.
كما ان بلحاج يعتبر شخصية مقربة جدا من رئيس الجمهورية الا ان اغلب قيادات نداء تونس تحمله مسؤولية ما آل اليه من انشقاقات و صراعات عصفت بالحزب و ادت الى انقسام كتلته البرلمانية.
كما لا ننسى اتهام بلحاج لصديقه محسن مرزوق بالفشل في مهمته كوزير مستشار لدى رئاسة الجمهورية و هو ما لم يستحسنه الرئيس بعد سماع حوار بلحاج في احد الاذاعات قبل سفره الى الخليج .
خطأ اخر يحسب على رضا بلحاج و هو تنكره لأصدقائه في الحزب حيث استهدف في البداية رئيس الحزب محمد الناصر ، حيث دعاه الى الاستقالة من ثم الامين العام المستقيل و بوجمعة الرميلي و عدد اخر من نواب الحزب.
و كنا اشرنا في مقالات سابقة انه منذ مؤتمر سوسة سيقع ابعاد رضا بلحاج من القصر الرئاسي نظرا للنتائج الكارثية التي افرزها الحزب اثر مؤتمر انقلابي حيث قام قائد السبسي الابن بالانقلاب على رضا بلحاج بتعيين محسوبين عليه تغييب انصار بلحاج.
من الواضح ان الرئيس رأى ان في ابعاد مدير ديوانه سيبقي رئاسة الجمهورية بعيدة عن التجاذبات الحزبية ، حيث تفيد معلومات اكدها بعض نواب نداء تونس ان بلحاج كان وراء الزجّ بمؤسسة الرئاسة في الصراعات الداخلية لنداء تونس اذ ساهم في المس من هيبة منصب رئيس الجمهورية من خلال استغلال النفوذ الذي كان متاحا له بصفته مديرا للديوان الرئاسي .
و يذكر ان رضا بلحاج اصبح فاعلا في المشهد السياسي منذ توليه خطة مدير ديوان رئاسي ، حيث تدخل في اغلب التعيينات كالولاة و المعتمدين و الوزراء و المديرين العامين و هو ما اثار حفيظة شركاء نداء تونس في الحكم افاق تونس و النهضة و الاتحاد الوطني الحر.
المصالح الذاتية لرضا بلحاج عجلت برحيله بطريقة اليمة جعلت من اصدقاءه و رفاقه في الحزب يشمتون فيه مثل ما وقع لمحسن مرزوق عندما وقع ابعاده من النداء و هو ما يؤكد المثل التونسي " كي تطيح البقرة تكثر سكاكنها".
ن.م