كانت عودة رضا بلحاج الى الساحة السياسة بعد غياب لمدة 4 اسابيع ملفتة ، من مدير الديوان السياسي الى مدير للهيئة السياسية لحركة نداء تونس و انقلاب بدرجة كبيرة في المواقف .
تعيين بلحاج على راس الهيئة السياسية للحركة من شأنه ان يهدأ الاوضاع بعد مؤتمر سوسة الذي وصفته القيادات بالمؤتمر الانقلابي و حمّلت بلحاج ما ال اليه الحزب على غرار سعيد العايدي و بوجمعة الرميلي و محمود بن رمضان .
و لعل اقالة رضا بلحاج الذي يدعم شقّ ابن الرئيس حافظ قايد السبسي من القصر الرئاسي هو ما تسبب فيه من مشاكل و هجمات ابرزها على رئيس مجلس النواب محمد الناصر الذي دعاه الى الاستقالة من رئاسة الندا .
و لدى حضوره يوم امس في قناة الحوار التونسي بدى رضا بلحاج اكثر دبلوماسية و حاول تمرير رسائل لإقناع بعض القيادات للعدول عن تجميد عضويتهم و اكد انه سيعمل على ارجاعهم الى الحزب متناسيا انه هاجم بوجمعلة الرميلي و نعته بالفاشل و دعاه الى الاستقالة ، و يبدو انه تناسى ايضا دعوته لمعاقبة لزهر العكرمي اثر مؤتمر جربة الذي اعتبره لزهر انقلابيا و لصالح شق السبسي الابن و بلحاج و خميس قسيلة و انس الحطاب و عبد العزيز القطي و مختلف هذه القيادات تحصلت على مناصب لتنفيذ اوامر بلحاج و حافظ السبسي.
رضا بلحاج يغازل في قيادات النداء لكسب ودهم للرجوع بعد مهاجمتهم فردا فردا ، و بدى كالضحية حيث اكد انه كان مستهدف من داخل حركة نداء تونس ، فهو دعا بطريقة غير مباشرة الى عودة " صديقه" محسن مرزوق الذي نعته بالوزير الفاشل عندما كان يشغل مهمة وزير مستشار لدى رئاسة الجمهورية .
عودة بلحاج يرى فيها المحللون انها قوية لكنها تخفي صراعات اخرى و انشقاقات اخرى و لعل ابرزها الشق الذي يتزعمه سعيد العايدي و محمود بن رمضان و ليلى الشتاوي و غيرهم الذين يشترطون عودتهم مقابل خروج بلحاج و السبسي الابن حيث يعتبرونهم فشلوا في ادارة الحزب و ما ال اليه من انشقاقات .
و يرى محللون ان الهيئة السياسية توصلت إلى اتفاق حول إنهاء الأزمة التي تعصف بالحزب منذ أشهر وذلك من خلال إعادة توزيع للمهام قلصت من صلاحيات حافظ قائد السبسي مقابل صلاحيات أكبر وأهم لرضا بلحاج ليس الا صورة لاستدراج القيادات الندائية و التضييق على محسن مرزوق و مشروعه الجديد ، و الاقتراب اكثر من مركز القرار باعتبار ان رضا بلحاج يدعم فكرة التحالف مع النهضة و لقاءاته السرية مع رفيق عبد السلام و نور الدين البحيري ما هي الا دليل على كسب ود الشيخ راشد الغنوشي لاغراض سياسية و انتخابية ( الانتخابات البلدية) و طموح رضا بلحاج العائد بإستراتجية مغايرة لما عهدناه.
ن.م