مثل صعود رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي في آخر سبر آراء حول نوايا التصويت في الانتخابات التشريعية و الرئاسية المقبلة مفاجأة حيث جاء حزبها المرتبة الخامسة بنسبة 9.2 بالمائة بينما جاءت موسي في المرتبة الرابعة في سباق الرئاسة بنسبة 7.1 بالمائة.
و يبدو ان حالة اليأس التي يعيشها جزء من التونسيين من الجانب السياسي خاصة بعد تشتت حزب نداء تونس اثر انتخابات 2014 ساهم في صعود أسهم عبير موسي إضافة على موقفها الواضح و المتشدد ضد الإسلام السياسي المتمثل في حركة النهضة و التي تطورت الى تقدمها بقضية لمحاكمة رئيس الحركة راشد الغنوشي و قياداتها .
عبير موسي صوت الديكتاتور كما يلقبونها تؤكد في أغلب تصريحاتها بأنها ضد ثورة 14 جانفي و ضد كل مخرجات مرحلة ما بعد 2011 و تسعى الى تغيير الدستور في حال فوزها في الانتخابات المقبلة. ولا شك ان شعبية رئيسة الحزب الدستوري الحر في تزايد مع تواتر تحركاتها و صولاتها و جولاتها السياسية من شمال البلاد الى جنوبها مع إقتراب الانتخابات التشريعية و الرئاسية لعلها تضمن بعض المقاعد و كما تشير إليه عمليات سبر الآراء.
و يرى محللون أن صعود عبير موسي يفسر بظاهرة تعود بنا الى ما قبل انتخابات 2014 و على خطى خطاب الباجي قايد السبسي انذاك قوامه العداء للحركة الاسلامية و معارضتها للنهضة و التي تلقبهم بإخوان تونس.
من المؤكد ان صعود حزب يتينى خطابا إقصائيا فيه تمجيدا للنظام السابق ظاهرة تكشف لنا مدى يأس جزء من التونسيين في الطبقة السياسية بإختيارهم لمتحسرة على العهد النوفمبري و مستمية في الدفاع عنه إضافة موقفها من الحريات التي لا تختلف كثيرا عن الإسلاميين من الممكن أيضا ان نقول انها تتشارك معهم في نفس التمشي على غرار انتقادها لتقرير لجنة الحريات الفردية الذي اعدته لجنة خاصة و يتضمن المساواة في الميرات بين الرجل و المرأة.
قد تختلف عبير موسي عن "اعدائها" الإسلاميين ظاهريا لكن اذا أمعنا قليلا نجدهما وجهان لعملة واحدة.
أحلام شرميطي