أظهرت دراسة صحية أخيرة، أن السبب الرئيسي في تكرار حالات الصداع التي تعاني منها أكثر من نصف نساء العالم، هو عدم معرفتهن بأن الصداع أربعة انواع ولكل منها خصوصياته في الأسباب والأوصاف والعلاج والوقاية.
ولفتت الدراسة التي نشرها موقع "بابا ميل" إلى أن الصداع هو أحد أكثر الأمراض شيوعًا، ورغم أنه في معظم الأحيان لا يعد ضارًا، إلا أنه علينا الانتباه إن كان متكررًا، فقد يشير إلى وجود حالة طبية يجب طلب المساعدة الطبية لها. ولأهمية الموضوع وسعة انتشاره خصوصًا بين النساء، فقد ميزت الدراسة بين الأنواع الاربعة للصداع، وأرفقتها بنصائح الوقاية والعلاج.
صداع التوتر
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فهذا الصداع يؤثر على حوالي نصف النساء وثلث الرجال، وغالبًا ما يشار إليه بـ"صداع الرأس".
وفي هذه الحالة تكون العضلات المحيطة بفروة الرأس مشدودة، وتسبب ألمًا في مؤخرة الرأس والصدغ والجبهة، وقد يستمر الألم لساعات أو أيام.
ومن مسبباته إجهاد العينين والاكتئاب أو الكافيين ويتم العلاج بتناول المسكنات، وقد يفيد تعلم تقنيات الاسترخاء والتنفس العميق.
ووجدت دراسة أجريت عام 2019، وتناولت 55 امرأة يعانين من صداع التوتر المزمن، أن من طبّقن تقنيات الاسترخاء بالإضافة إلى العلاج باستخدام مرخيات العضلات، عانين من صداع أقل ممن تناولن الدواء فقط.
وهنا يُنصح بمحاولة تنظيم حياتكِ، وأخذ فترات راحة، وتخصيص وقت لممارسة ما تستمتعين به، والابتعاد عن القلق.
الصداع النصفي (الشقيقة)
عادة ما يصيب جانبًا واحدًا من الرأس، والنساء أكثر عرضة بثلاث مرات من الرجال للإصابة به، ويمكن أن تكون الأعراض الأخرى للصداع النصفي، هي: الغثيان، وتغيرات الرؤية، والضعف.
وقد وجدت الدراسات، أن للوراثة دورًا محتملًا فيه، حيث غالبًا ما ينتشر الصداع النصفي في عائلات معينة، ولكن العلماء لا يزالون يحاولون معرفة الطريقة الدقيقة التي يمكن أن تنتقل بها.
أما مسبباته فتختلف من شخص لآخر، فقد تكون الشكولاتة واللحوم المصنعة وبعض أنواع العطور. كما أشارت بعض الدراسات، إلى أن 7% إلى 19% من النساء يعانين من الصداع النصفي أثناء الدورة الشهرية، حيث يحدث قبل يومين إلى ثلاثة أيام من بدء الدورة الشهرية.
وينصح الخبراء بأن تحتفظي بدفتر يوميات عن الصداع النصفي، وتدوين ملاحظاتك عما تعتقدين بأنه سبب الصداع. وعند النوبة، يمكنكِ علاج الصداع النصفي العرضي باستخدام الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل الأسبرين وتيلينول، ولا مانع من استشارة طبيبك، للحصول على خطة علاج الصداع النصفي المناسبة لك.
الصداع العنقودي
هذا النوع هو الأقل شيوعًا، وأعراضه ألم شديد في جانب واحد من الرأس، وخاصة خلف العين.
و قد تشمل الأعراض الأخرى تمزق الجفون وتدليها واحتقان الأنف.
يحصل الصداع العنقودي (كما هو اسمه) لأنه يظهر في مجموعات، ويستمر من أسابيع إلى شهور، وهو أكثر شيوعًا عند الرجال منه لدى النساء. تحدث النوبات عادة كل يوم، وأحيانًا عدة مرات في اليوم، وغالبًا في الوقت نفسه من اليوم.
والصداع العنقودي لا يرتبط حقًا بمحفزات، مثل الطعام أو التغيرات الهرمونية أو الإجهاد. في الواقع، سبب هذا الصداع غير معروف، لكن الأنماط تشير إلى أن التشوهات في الساعة البيولوجية للجسم (وما تحت الغدة النخامية، على وجه الخصوص) تلعب دورًا. وإذا كنتِ تعتقدين أنكِ تعانين منه، فإن أفضل ما يمكنكِ فعله هو زيارة الطبيب، واستبعاد أي حالات أكثر خطورة.
ألم العصب القذالي
مثل هذا النوع من الصداع، يعتبر حالة نادرا جدًا، وتكون فيها الأعصاب التي تمتد من الجزء العلوي من الحبل الشوكي صعودًا عبر فروة الرأس، والتي تسمى الأعصاب القذالية، ملتهبة أو مصابة. ونتيجة لذلك، قد تشعرين بألم حاد وخز وكهربائي في مؤخرة رأسكِ أو قاعدة جمجمتكِ.
غالبًا ما يتم الخلط بين الألم العصبي القذالي والصداع النصفي، لأن الحالتين لهما بعض الأعراض المتداخلة مثل الحساسية للضوء.
العلاج والوقاية من هذا الألم، يكون على خطوات، والأولى التي يمكنك اتخاذها لتخفيف الألم هي تسخين رقبتكِ، والراحة في غرفة هادئة، وتدليك عضلات الرقبة المشدودة والمؤلمة.
وتُعد الأدوية المضادة للالتهابات، مثل النابروكسين أو الأيبوبروفين فعالة أيضًا، بدون وصفة طبية، وإذا لم تساعد هذه الأدوية، فيُنصح بشدة مراجعة طبيبكِ، والحصول على التشخيص الصحيح.