قد يتفاجأ كثير من الأشخاص حول العالم عند معرفتهم أن صحة الأمعاء مرتبطة بصحة الدماغ، بالإضافة إلى العديد من وظائف الجسم الحيوية لدى الإنسان؛ فقد أكدت دراسة جديدة أن صحة الأمعاء مرتبطة بشكل مباشر بصحة الدماغ، وكشفت عن فائدة رائعة مرتبطة بأحد أنواع المكملات المؤثرة على الأمعاء.
نشر مركز أبحاث بريطاني تابع لجامعة "ريدينغ" مؤخراً تقريراً في مجلة "Neuroscience & Behavioral Reviews" كشف فيه عن نتائج إجمالية لـ30 دراسة ركزت على علاقة صحة الأمعاء ببعض المكملات وارتباطها بالوظيفة الإدراكية.
ويشير العلماء إلى أن التغييرات التي تحدث في ميكروبيوم الأمعاء لا تؤدي فقط إلى تغييرات سلوكية لدى الإنسان، بل يمكن أيضاً أن تؤثر وتغير في القدرات المعرفية لدى الإنسان، أي الصحة العقلية.
وتوقع الباحثون أنّ الفوائد الإيجابية التي تقدمها مكملات البروبيوتيك على ميكروبيوم الأمعاء، قد يكون لها بعض الآثار المفيدة أيضاً، لذلك، بدأ العديد من الباحثين بإجراء المزيد من الدراسات لمعرفة ما إذا كان بالإمكان استخدام هذا المكمل لتحسين الإدراك والصحة.
نتائج واعدة في تحسين الذاكرة
توصل الباحثون بعد البحث والتقصي في الكثير من الدراسات، إلى نتيجة غير متوقعة بالنسبة للبعض، مفادها أنّ مكملات البروبيوتيك يمكن أن يكون لها تأثير كبير على إبطاء التدهور المعرفي لدى البالغين، ولكن ليست لها أهمية كبيرة على الإدراك عند الرضع والأطفال.
وتبين وفق النتائج أن الاستهلاك المنتظم للبروبيوتيك يحسّن كلا من درجات الذاكرة والانتباه في الاختبارات العقلية لدى البالغين الذين يعانون من حالات مبكرة أو خفيفة من الضعف الإدراكي.
وتطرق التقرير وفق وكالة "سبوتنيك" إلى دراسة أخرى أظهرت أن مكملات البروبيوتيك تساعد في الأداء التنفيذي ومعالجة المعلومات لدى البالغين الذين يعانون من ضعف إدراكي خفيف، بحسب المقال المنشور في مجلة "Eat This, Not That" الأمريكية المتخصصة بالتغذية والصحة.
وعلى الرغم من أن النتائج التي تمَّ جمعها تُظهر نتائج واعدة للبحوث المستقبلية حول العلاقة بين البروبيوتيك وصحة الدماغ، إلا أنّ بعض الخبراء يعتبرون أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث حول هذا الموضوع.
وقال الدكتور فيرنون ويليامز مدير مركز طب الأعصاب في معهد "Cedars-Sinai Kerlan-Jobe" في تصريحات لـ"Medical News Today": "لا أعتقد أن أي شخص يقول إن البروبيوتيك تعالج الخلل المعرفي في حد ذاتها، لكنها قد تفك جزءاً حساساً من اللغز وقد تكون مهمة، من حيث مساهمتها في تحسين هذه الأنواع من الأعراض".
المصادر الطبيعية لـ"البروبيوتيك"
تتوفر البروبيوتيك، وهي البكتيريا النافعة الموجودة بشكل طبيعي في المعدة، على شكل مكملات غذائية متوفرة في الصيدليات، وتتوفر في العديد من المصادر الغذائية الطبيعية، مثل: الزبادي والملفوف المخمر والمخللات وجبنة الحلوم والخبز المصنوع من العجين المخمر وغيرها من الأطعمة.
وتقدم البروبيوتيك العديد من الفوائد الصحية للجسم، ومنها:
- الحفاظ على الجهاز الهضمي ومنع وعلاج الإسهال.
- حماية القلب.
- تخفيف بعض أنواع الحساسية.
- تعزيز صحة الجهاز المناعي والمساعدة على فقدان الوزن والدهون في منطقة البطن.
- الوقاية من الاكتئاب والقلق وتعزيز الصحة الجلدية.