ثقافة و فن

النهدي لجماهير قرطاج : ليس من الضروري أن يكون الضحك هو وسيلة للتجاوب مع مشاهد العرض

 أعاد مهرجان قرطاج الدولي، الممثل الكوميدي لمين النهدي لاعتلاء ركح المسرح الروماني بقرطاج بعد غياب لسبع سنوات، حيث توافدت أعداد هائلة متعطشة للضحك، الليلة الماضية، لمتابعة عمله الجديد "نموت عليك" ضمن برمجة الدورة 56 لمهرجان قرطاج الدولي 

و خلال الندوة الصحفية التي تلت العرض ، عبر الأمين النهدي، عن سعادته بالحضور الجماهيري الذي حضر العرض، قائلا "ليس من السهل الحفاظ على هذا الإقبال الجماهيري طيلة مسيرة فنية امتدت لـ 50 سنة".
وفي ما يتعلّق بمدى التجاوب الجماهيري مع العرض، أكد النهدي أن ليس من الضروري أن يكون الضحك هو وسيلة للتجاوب مع مشاهد العرض، مضيفا "هناك مواقف ضحك فيها الجمهور ومن الجمهور أيضا من يتفاعل بالتركيز في مختلف مضامين العرض". وذكر أن "العروض الأولى لـ "المكي وزكية" عرفت الأمر نفسه ثم تطورت المسرحية مع نسق العروض ".
وأوضح لمين النهدي إلى أن "المكي وزكية" قدّمت أكثر من 600 عرض على مدى سبع مواسم، قائلا: "لم أكن أتوقع أن يتجاوز هذا العمل موسما واحدا". كما أفاد أن هناك طلبات عديدة على العمل "نموت عليك" في الخارج لا سيما في فرنسا وسويسرا وكندا وأنقلترا.
 
ولئن عرفت "نموت عليك" إقبالا جماهيريا هائلا قبل العرض، فإن أعدادا كبرى من الوافدين الباحثين عن الضحك قد بدأت في مغادرة مدرجات المسرح بعد أقل من ساعة على العرض. ويفسر عدد من المغادرين للمسرح ذلك "بافتقاد أداء الممثل للأسلوب الهزلي والإضحاك وسقوط الإيقاع في الملل"، السبب الذي لم يشدّ انتباههم ومقاطعة بقية أطوار العرض.
و مسرحية "نموت عليك"، وهي من تأليف وإخراج المنصف ذويب، تنتمي إلى جنس "الميلودراما"، كما يقدمها النهدي، وهي عمل ساخر دام عرضها 90 دقيقة. وتدور أحداث هذه الميلودراما حول "عيّاش" وهو مواطن تونسي عاطل عن العمل متزوّج ويعيش أوضاعا مادية واجتماعية صعبة دفعته إلى محاولة الانتحار، غير أن حادثة محاولة الانتحار جعلت منه شخصية مشهورة وبطلا وهميا بفضل سعي العديد من الأطراف من أحزاب وأقليات ومتشددين دينيين ومهربين لابتزازه والاستثمار في انتحاره.