رسوم على الجسم أصبحت موضة العصر عبر غرز إبرة في الجلد و تسريب الصبغ عبر الفتحات و الجروح فيختلط الدم بالمواد الملونة و تتحول خربشات الإبرة إلى رسم لا يُمحى.
تشهد تونس في السنوات القليلة الماصية إقبالا كبيرا بعد أن كانت حكرا على لاعبي كرة القدم أصبح الفنانون من مغنيون و ممثلين و صانعي المحتوى و حتى عامة الشعب يقبلون عليه بصفة كبيرة رغم غلاء أسعاره فكلما كان الوشم أكبر حجما كان سعره أغلى.
و يؤكد فواز زهمول أحد أهم محترفي مهنة الوشم في تونس حسب تصريحه لموقع حقائق "منذ عدت إلى تونس سنة 2006 لم يتغير الإقبال إذ نستقبل يوميًا من الساعة التاسعة صباحًا إلى حدود الساعة التاسعة مساء حرفاء تونسيين وأجانب على حدّ سواء"، موضحا أن تعريفة الوشم تنطلق من 60 دينارًا تونسيًا وأنّ ارتفاع السعر يرتبط بحجم الرسم والألوان المستعملة."
و ظهر الوشم على مر التاريخ مع الأمازيغ السكان الأصليين لتونس إذ يعتبر تراثا عريقا و موغلا في الثقافة الأمازيغية و جزءا من هويتها و كان يسمى "تكاز" و اقترن أساسا بالمرأة و بدرجة أقل بالرجال.
و لكن تغيرت أسباب الوشم أهمها وشم الهواة لتجميل الجسم خاصة عندما يمر الإنسان بفترة نفسية أو تجربة روحانية يلجأ الإنسان إلى الوشم أو من يريد تخليد ذكرى و هناك أيضا الوشم التجميلي و ذلك لتغطية آثار الجروح و الندوب .
في هذا السياق كشف عالم الإجتماع الدكتور عبد الله نجم أن "الوشم عالم واسع تتداخل فيه التجارة و الدين و المعتقدات و تختلط و تتقاطع فيه الأسباب و الدوافع من التعبير عن الحب إلى إستعراض العضلات أو التعبير عن الحب أو التعبير عن رأي أو موقف سياسي أو إجتماعي أو ديني حتى بات الجسد مسرحا للتعبير عن آراء أصحابه ".