ثقافة و فن

فاضل الجزيري في افتتاح مركز الفنون بجربة: جمال الجزيرة يستحق حلم مسرح مفتوح على البحر

 على ضفاف البحر بين أشجار النخيل الشامخة ،انتصبت بناية بيضاء ناصعة ذات معمار منسجم مع محيطه ومنفتح جمع بين المعمار الحديث مع دمج لأساليب البناء التقليدية وكل ذلك مدروس ولغاية واضحة. هذا المشروع تطلب إنجازه عديد السنوات قبل أن يرى النور ليتحقق بذلك حلم بدا صعبا وهو اليوم يشع ثقافة وفنا وابداعا ذلك هو مركز الفنون بجربة للفنان فاضل الجزيري.

استقبل الجزيري ضيوفه مساء أمس بمركز الفنون الواقع بمنطقة تربلة التي من اسمها تحيل على جمال أرضها العذراء ومشاهدها الطبيعية الخلابة، فكان هذا المشروع الثقافي الاول بها بناية واستثمارا .
حضر حفل افتتاح مركز الفنون بجربة ،جموع كبيرة من أهل الفن والثقافة من تونس ومن أبناء الجزيرة المهتمين بالمجال والمتعطشين لمثل هذه المبادرات، التي من شأنها أن تدفع بالفعل الثقافي وتشجع على الخلق والابداع وان تستقطب تظاهرات كبرى من الداخل والخارج بما تحتويه من فضاءات متعددة للعرض سواء لاحتضان معارض او لتقديم اعمال وعروض مسرحية وسينمائية وللفاضل الجزيري، برنامج ثري في المجال أصر على أن لا يفصح عنه الا '' في إبانه '' حسب قوله .
. وقال الجزيري، الذي اختار جزيرة جربة ليس صدفة بل لجمالها الطبيعي الذي يستحق كل هذا المجهود وهذا التعب وفق تعبيره، حفل افتتاح لم يخرج على طابع الحضرة والانشاد الديني الذي عرف به مع حرص على الوفاء للجزيرة بأن يعود الى تراثها الموسيقي لينهل منه ما اراد لحنا وادوات موسيقية وشخصيات جربية بلباس البلوزة الجربية على ركح مسرح مطل على البحر فكانت متعة الفرجة مزدوجة بين ابداع مشهد العرض ومشهد الطبيعة وصورة الشمس في غروبها وكأنها تنزل من السماء ليبتلعها البحر.
قال الجزيري كنت أ بتشييد مسرح مفتوح على البحر وهناك في الافق البعيد مشهد رائع وبديع لغروب الشمس امل ان ينال اعجاب الشباب والكهول والشيوخ الذكور والاناث وان يعج بعمل متميز في مجالات السينما والمسرح والموسيقى والانشاد .
وغصت قاعات العروض التي تزينت جدرانها بلوحات فنية مختلفة المحاور والتقنيات والحجم ايضا ابدع فيها الفنان ابن الجزيرة طاهر المقدميني بجمهور كبير اكتشف الفضاء مثلما اكتشف المكان معبرا عن مشاعر الفرحة لانطلاقة جديدة للثقافة والفن بالجنوب .
اتاح هذا المركز الجديد للفنان ابن الجزيرة طاهر المقدميني ان يعرض لاول مرة اعماله بجزيرته متضمنة 100 من لوحاته الفنية في حجم كبير انجزها حديثا وقد وردت متدرجة بحسب مسارات صاحبها الفنية من السوريالية الى التمثل الانطباعي والانطباعية التجريدية وفي كل ذلك لم ينفصل هذا الفنان ذو الصيت العالمي عن انشغاله الدائم بتفاصيل حياة سكان جزيرة جربة قائلا ان « الاقامة في جربة احدثت تحولا هائلا في نفسي وفي عملي الا انني اعتقد ان هناك تواصل ما في هذا التحول مهما تعددت المراحل التي نجتازها. نحن نرحل ثم نصل ونحن نقيم ثم نغادر حاملين معنا اثار كل ما جربنا وعرفنا.
 
وات