جهوية

البرنامج المندمج لإزالة التلوث بمنطقة بحیرة بنزرت ''EcoPact''

  سعيا لإحياء مسار الالتزام المشترك من أجل تنمية مستدامة بمنطقة بحيرة بنزرت ، نظم البرنامج المندمج لإزالة التلوث بمنطقة بحيرة بنزرت -EcoPact  الملتقى السنوي الثاني للبرنامج  في 28 نوفمبر 2022 تحت شعار " بحيرة بنزرت ، مصدر حياة لنحافظ عليه معا " والذي یصادف ھذا العام الإحتفال بیوم البحر الأبیض المتوسط. وجمع عديد الأطراف المتدخلة في البرنامج: وزارات ، سلط محلية ، مركزية وجهوية، جمعيات ، خبراء ، طلبة، باحثون،...

في هذا الإطار وإعدادا لهذا الحدث المهم أقیمت العدید من ورش العمل على مدار شھر نوفمبر تمحورت بالأساس حول:
- التداعيات الاقتصادية للتلوث الصناعي على المؤسسات الصناعية
- الاقتصاد الأخضر، الأزرق والدائري
- تثمين المياه المستعملة
- السياحة الإيكولوجية كداعم للدورة الاقتصادية حول البحيرة
- البحث العلمي ودوره في خدمة التنمية المستدامة بالجهة
الھدف من ورشات العمل ھذه ھو الخروج بمقترحات لتفعیل التزام جمیع الأطراف المتدخلة (المستفیدین والجھات الفاعلة) بمیثاق التنمیة المستدامة للمنطقة، و یسعى ھذا المیثاق إلى إشراك الجمیع لضمان التنمیة المستدامة الاجتماعیة والاقتصادیة ونوعیة حیاة أفضل للمواطنین.
 

ویتعلق الأمر أیضًا بالتحضير للمرحلة القادمة من برنامج "EcoPact" حسب  ذكرى غربي،مدیرة وحدة التصرف حسب الأهداف لإنجاز البرنامج.
إستطاعت هذه الورشات أن تجمع عديد الأطراف المتدخلة لتقديم مختلف التجارب والمقاربات المنجزة أو التي هي بطور الإنجاز في الجهة سعيا لضبط رؤية متكاملة وشمولية للتنمية تحدد من خلالها المسؤوليات كم تم تقديم التوصیات وطرح حلول ومقترحات لتفعيل هذه المسؤوليات على أرض الواقع إستكمالا لما بدأه البرنامج المندمج لإزالة التلوث ببحیرة بنزرت، 
اعادة تنشیط الالتزام بالتنمیة المستدامة في المنطقة
سكان المنطقة ھم أول المستفیدين من بیئة سليمة خالیة من التلوث، لذلك تم تسلیط الضوء على  دور البرنامج المندمج لإزالة التلوث في حماية البيئة بالمنطقة  و على أهمية مشاريع البرنامج في الحفاظ على التوازنات الاقتصادية والإجتماعية بها . ”ھذه المشاریع مھمة للغایة حیث یعیش من المیناء أكثر من 2000 بحار ” وفق ما أكدته السیدة مروى الدریدي ، رئيس بلدية منزل عبد الرحمن. ومع ذلك ،" لا یمكن تحقیق الھدف بشكل فعال دون إلتزام جميع الأطراف المتدخلة والمستفيدة من سلط وكذلك فاعلين إقتصاديين ومواطنين"
التشریع والبحث العلمي من المكونات الأساسیة
أشار المتحدثون إلى أسباب التلوث الذي تعاني منھا بحیرة بنزرت، إذ تتأثر المنطقة بالأنشطة الصناعية التي تساهم بحد كبير في التلوث المسجل على الرغم من القوانین الردعية هذا إلى جانب عديد مصادر التلوث الأخرى ، ، كما لا يمكن التغاضي عن تأثير التغيرات المناخية ، وتأثیر مختلف الأنشطة الاقتصادية المتواجدة بالبحيرة كالصيد وتربية القوقعيات .
البحث العلمي ، أحد أهم الحلول لحماية المنطقة
 
اقترحت الأستاذة منیة البور، وھي باحثة متخصصة في علم الأحیاء الدقیقة البحریة، جملة من الحلول من أجل إزالة التلوث وحماية المنطقة وتنميتها: "من الضروري أن تكون هناك رؤية مندمجة ومتكاملة  تأخذ. في الاعتبار جمیع الجوانب الاجتماعیة والاقتصادیة والبیئیة للمنطقة .
یجب أیضًا أن تنفتح المؤسسات الصناعية والإقتصادية على البحث العلمي المطبق لإيجاد الحلول المبتكرة للحد من التلوث  على أسس علمية تراعي حاجيات المنطقة عاجلا  وكذلك على المدى المتوسط والبعيد.
الاقتصاد الأزرق والأخضر والسیاحة البیئیة ، نماذج اقتصادیة جدیدة
ھذه  النماذج الاقتصادية مھمة لللغاية لتحقيق التوازن بين البيئي والإجتماعي والإقتصادي بالمنطقة . إلا أن ما يلاحظ هو أنه رغم إهتمام الدولة بهذه القطاعات وتواجد إستراتيجية وطنية في المجال إلا أن التطبيق الفعال  يبقى من العوائق التي تحول دون تحقيق تنمية مستدامة  بمختلف الجهات ومنها بنزرت  وهنا يجدر التذكير بتجربة منصة المهن الخضراء ببنزرت التي مكنت من دمج 629 وظیفة في الاقتصاد الأخضرو تمكن من خلالها 200 شاب وشابة من تطوير مشاريعهم في الاقتصاد الأخضر" إلا أن غياب آليات التحفيز و نشر قصص نجاح رواد أعمال الاقتصاد الأخضر  لتعميم الإستفادة ساهما في تقلص فعالية هذه التجربة كما أوضح السید حسین غربي من جمعیة "منزل جمیل كما نحبوها".
كما أضاف أن الاقتصاد الأزرق ھو أحد شواغل السیاسات البیئیة في تونس مؤخرا ، ومنطقة بنزرت معنیة جدا. كما تمثل ممارسات الصید غیر القانوني ، والافتقار إلى البنیة التحتیة للموانئ عائقا أمام التنمیة المستدامة في المنطقة ومن الضروري زیادة التنسیق بین مختلف الأطراف المتدخلة في المجال.
 وأكد السيد حسان الغربي أن تظافر جميع الجهود من أجل إنجاز البرنامج المندمج لإزالة التلوث بمنطقة بحيرة بنزرت سيساهم في جعل المنطقة وجھة دولیة. 
برنامج "EcoPact"
ھي جملة من المشاریع الاستثماریة. یھدف ھذا البرنامج إلى القضاء على المصادر الرئیسیة للتلوث حول بحيرة بنزرت  وهي التلوث الصناعي والنفايات الخاصة والتطهير هذا إلى جانب تحسين البنية التحتية الساحلية بالمنطقة.
وهو عبارة عن مجموعة من المشاريع المندمجة الهادفة إلى الحفاظ على النظم الإيكولوجية  في بحیرة بنزرت من أجل التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة وتوفیر حیاة أفضل للمواطنین.