انتقدت الممثلة الأمريكية الشهيرة أنجلينا جولي ازدواجية المعايير في المجال الإنساني حول العالم، وذلك خلال تجربتها مبعوثةً خاصة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لمدة 20 عامًا.
جولي وخلال مقطع فيديو نشرته على خاصية الـ''ستوري'' في منصة إنستغرام، قالت: ''منذ بدأت العمل على المستوى الدولي قبل 20 عامًا، تخلّيت عن فكرة وجود أناس أخيار، سواء كانوا شعوبا معينة أو دولا''.
الحقيقة البشعة
وأضافت جولي في المقطع الذي سجّلته لصالح المخرجة السورية وعد الخطيب، في حديثها عن العمل الإنساني: ''ربما كانت هذه الفكرة من خلال أحداث الحرب العالمية الثانية، وكانت تعني أيضًا وجود أهداف وخطوط محدّدة لحقوق الإنسان، وأنّ هذه الأمور دافع عنها العالم وحماها، وأنّه يجب أن يتحرّك أحد لإنجاز هذه الحقوق، وهي مهمة الأمم المتحدة بالتأكيد''.
وتابعت جولي: ''أصابتني الطمأنينة بوجود هذه النقاط المهمة، وبأننا سوف نتطور ونقاتل من أجل تحقيق تقدّم في هذه المجالات، لكن بعدها، شاهدت وفهمت أنّ العالم لا يسير بهذا الشكل، وأنّ هذه ليست حقيقة الأمور''.
جولي أوضحت أنّ الوضعية راسخة في هذا المجال حول فكرة الحقوق، وقالت:''الطريقة المعتمدة هي إعطاء بعض الناس هذه الحقوق، وربما بشكل مؤقّت لبعض آخر، لكن آخرين لن يحصلوا عليها أبدا، والأمر نفسه على صعيد العدالة، أو إدانة الجرائم التي يرتكبها البعض، فندينهم في جريمة، ولا ندينهم في أخرى''.
وختمت: ''إنّها الحقيقة البشعة للعالم، والتي تتّضح أكثر مع مرور الوقت''.
حملة ضد أنجلينا جولي
حديث جولي جاء كمشاركة منها في الفيلم الوثائقي الذي تعدّه المخرجة السورية بعنوان ''نحن نجرؤ على الحلم'' أو ''We Dare to Dream''، والذي سيعرض في مهرجان تريبيكا السينمائي، المقرر في جوان 2024.
يأتي ذلك بعد حملة انتقادات واسعة تعرّضت لها جولي من إسرائيل، عقب وصفها الشهر الماضي قطاع غزة بالـ''مقبرة الجماعية''، إثر قصف إسرائيلي لمخيّم جباليا للاجئين.
وأثار منشور أنجلينا جولي غضبا واسعا في الشارع الإسرائيلي، عبّرت عنه صحيفة يديعوت أحرنوت التي عنونت معلّقة على منشور جولي بالقول:''أنجلينا ضد إسرائيل''.
جولي أشارت في منشورها حينها إلى ''القصف المتعمّد للسكان المحاصرين الذين ليس لديهم مكان يفرّون إليه”، متّهمة زعماء العالم بـ''التواطؤ في الجرائم'' المرتكبة في حق المدنيين في غزة.
وكتبت جولي منشورها: ''ظلت غزة بمثابة سجن مفتوح منذ نحو عقدين من الزمن، والآن تتحوّل بسرعة إلى مقبرة جماعية. 40% من القتلى أطفال أبرياء. عائلات بأكملها تقتل''.
وأردفت أنّ ''الملايين من المدنيين الفلسطينيين، من الأطفال والنساء والأسر، يتعرّضون للعقاب الجماعي وتجريدهم من إنسانيتهم''، مشيرة إلى حرمانهم من الغذاء والأدوية والمساعدات، “وهو ما يتعارض مع القانون الدولي''.