لايف ستايل

هل الزهايمر مرض وراثي ؟

 بات مرض الزهايمر أحد الأمراض التي تسبب القلق، ربما لصعوبة العلاج ولازدياد الحالات. لذلك تعالت الأصوات التي تبحث عن أسباب الإصابة، وإن كان العامل الوراثي له دور في ذلك.

كشف الدكتور سانجاي جوبتا- هو جراح أعصاب ممارس، ومؤلف الكتب الأكثر مبيعاً في مجال صحة الدماغ- عن تجربته في احتمال إصابته بمرض الألزهايمر، لاسيّما وأن ثَم أحداً من أفراد عائلته قد أُصيب بهذا المرض. لذلك خاض بعض الاختبارات للتعرُّف إلى، ما إذا كان لديه احتمال للإصابة أم لا.
وقال جوبتا في حديث لـCNN: "في البداية، خضعت لاستكشاف مكثّف لعقلي؛ للحصول على رؤية كاملة حول عقلي. ومنحني التشريح صورة منذ أيامي الأولى وحتى سنوات تعليمي وتكويني حتى الآن. رجل في منتصف الخمسينيات من عمره". وأضاف: "والأهم من ذلك، أن الاختبار العميق هذا وجّهني نحو طريقة التعامل مع عقلي المتعمق، يمكن أن تمنحني فكرة أوضح عن المكان الذي أتجه إليه، وكيفية حماية عقلي من احتمال الإصابة بالمرض لاحقاً".
الاختبارات الجينية ومرض الزهايمر
تساعد الاختبارات الجينية أحياناً في تحديد، ما إذا كان الشخص لديه فرصة عالية أو منخفضة للإصابة بمرض الألزهايمر. يعمل الباحثون جاهدين في محاولة لمعرفة دور الوراثة في مرض الألزهايمر.
وحسبما توصّل إليه العلماء؛ فإن ثمة 70 جيناً قد تَزيد من خطر الإصابة بمرض الألزهايمر. رغم ذلك، معظم حالات مرض الألزهايمر ليست لها علاقة عائلية؛ مما يعني أنها لا تنتشر في العائلات. لكن مرض الألزهايمر يعَد انعكاساً معقداً للعلاقة بين الجينات والبيئة وأسلوب الحياة، من ثَم هذه العوامل الثلاثة، لها تأثير في احتمال الإصابة بدرجات متفاوتة.
معظم الجينات التي اكتشفها الباحثون، لا تسبب مرض الألزهايمر بشكل مباشر، ولكنها تجعلك أكثر عُرضة للإصابة بالمرض.
مرض الزهايمر الوراثي
العائلات التي تعاني من مرض الألزهايمر الوراثي أو العائلي، لديها تاريخ عائلي قوي جداً لمرض الألزهايمر. يرجع مرض الألزهايمر العائلي إلى تغيّرات في جينات معينة، يمكن أن تنتقل مباشرة من الوالدين إلى الطفل. لكنها حالات نادرة تمثّل أقل من خمسة بالمئة من جميع الحالات.
تم اكتشاف ثلاثة جينات لمرض الألزهايمر الوراثي حتى الآن: جينان من البريسينيلين (PSEN1 وPSEN2)، وجين بروتين سلائف الأميلويد (APP). تعَد جينات المرض الثلاثة هذه مسؤولة عن حوالي نصف الحالات العائلية.
إذا كان لديك تغيّر في أيٍّ من هذه الجينات؛ فمن المؤكد أنكِ ستصابين بمرض الألزهايمر العائلي في سن مبكر (قبل سن الـ65 عاماً). إذا كان أحد الوالدين لديه أيٌّ من الجينات الثلاثة المسببة للمرض؛ فإن أولادهم لديهم فرصة بنسبة 50% لوراثة المرض. إذا لم يرث الشخص الجين المسبب للمرض؛ فلن يتمكن من نقله إلى أطفاله.
هل يجب أن أجري اختباراً جينياً للزهايمر؟
لا يوجد اختبار جيني موثوق يجزم أو ينفي قطعياً فرص الإصابة بالألزهايمر؛ لأنه ببساطة، قد لا تعاني من أيّ تغيّر جيني مرتبط بالمرض، ورغم ذلك تُصاب في وقت لاحق.
لذلك، في معظم الحالات، لا يوصَى بإجراء الاختبارات الجينية؛ لأنها في أفضل الأحوال يمكن أن تشير فقط إلى القابلية للإصابة. لا يمكن للاختبار أبداً التنبّؤ بما إذا كان الشخص سيصاب بمرض الألزهايمر أم لا. في حالة العائلات التي تعاني من الإصابة المتكررة بالألزهايمر، هؤلاء فقط الذين ينصحهم الأطباء بإجراء الاختبار الجيني.
أسباب الإصابة بالزهايمر
يتفق الخبراء على أن الإصابة بمرض الألزهايمر، لا تعود إلى سبب واحد أو شيء محدد، بينما هي نتيجة لتفاعل بعض العوامل المسببة، أو التي لها تأثير على صحة العقل.
وحدد الخبراء هذه العوامل لتشمل: العمر والوراثة والبيئة وأسلوب الحياة، وأيضاً الأمراض الأخرى التي يصاب بها الشخص. ورغم أن هناك عوامل يصعب التحكم فيها، مثل العمر أو الجينات، غير أن هناك عوامل أخرى يمكن التدخل والسيطرة عليها لخفض فرص الإصابة بالألزهايمر، مثل: ارتفاع ضغط الدم، وعدم ممارسة التمارين الرياضية.
طرق الوقاية من الزهايمر
طالما أن هناك فرصة للتحكم في عوامل الخطر المرتبطة بالألزهايمر؛ فإن فرص الوقاية متاحة، وبالتالي نذكر أهم طرق الوقاية، في الآتي:
تحسين صحة القلب
أظهر بحث جديد، أن هناك أشياءَ يمكننا القيام بها لتقليل خطر الإصابة بالضعف الإدراكي الخفيف والخرَف والألزهايمر، ومنها: حماية القلب من الأمراض؛ لأنها تَزيد من خطر الإصابة بالألزهايمر، مثل: ارتفاع ضغط الدم، والسكري، وارتفاع نسبة الكوليسترول. تُظهر بعض دراسات التشريح، أن ما يصل إلى 80% من الأفراد المصابين بمرض الألزهايمر، يعانون أيضاً من أمراض القلب والأوعية الدموية.
الرياضة
التمارين البدنية المنتظمة هي إستراتيجية مفيدة لتقليل خطر الإصابة بمرض الألزهايمر والخرَف؛ لأن التمارين الرياضية تعزز خلايا الدماغ بشكل مباشر، عن طريق زيادة تدفُّق الدم والأكسجين في الدماغ، كما أنها تحسّن صحة القلب أيضاً؛ لذلك يجب اتباع نظام رياضي دائم.
الأكل الصحي
الأكل الصحي له علاقة مباشرة وغير مباشرة بفرص الإصابة بالألزهايمر؛ حيث تشير الأدلة العلمية إلى أن الأكل الصحي مفيد للقلب، وقد يساعد أيضاً في حماية الدماغ. يشمل الأكل الصحي: الحدّ من تناول السكر والدهون المشبعة، والتأكد من تناول الكثير من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة. إذ لا يوجد نظام غذائي واحد هو الأفضل، إنما هناك نوعان من الأنظمة الغذائية التي تمت دراستها، وقد تكون مفيدة في تقليل خطر الإصابة بمرض الألزهايمر، هما: نظام DASH، والنظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط.
يركز نظام داش الغذائي على الخضروات والفواكه، ومنتجات الألبان الخالية من الدهون أو قليلة الدسم، والحبوب الكاملة، والأسماك والدواجن، والفاصوليا والبذور والمكسرات والزيوت النباتية. ويقلل من تناول الصوديوم، والحلويات والمشروبات السكرية، واللحوم الحمراء.
يتضمن النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط: ​​كمية قليلة نسبياً من اللحوم الحمراء. ويركز على الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات، والأسماك والدهون الصحية مثل المكسرات وزيت الزيتون.
العلاقات الجيدة والنشاط الفكري
الروابط الاجتماعية قد تقلل من خطر الإصابة بمرض الألزهايمر والخرَف. يشير عدد من الدراسات إلى أن الحفاظ على علاقات اجتماعية قوية، والحفاظ على النشاط العقلي مع التقدُّم في السن، قد يقلل من خطر التدهور المعرفي بشكل عام، ومن ثَم يحد من فرص الإصابة بمرض الألزهايمر.
حماية الدماغ من الصدمات
هناك صلة قوية بين خطر التدهور المعرفي والإدراكي وصدمات الرأس الخطيرة؛ خاصة إذا تسبب الاصطدام في فقدان الوعي. لذلك يجب توخَّي الحذر لمنع صدمات الرأس، مثل: ارتداء حزام الأمان أثناء القيادة، واستخدام الخوذة عند المشاركة في الألعاب الرياضية، وغيرها من السلوكيات التي تحمي الرأس.