هاجم الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الحالي عن الحزب الجمهوري في انتخابات 2024 دونالد ترامب نائبة الرئيس الحالي جو بايدن والمرشحة عن الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، ووجّه إليها انتقادات شديدة على خلفية كونها أول امرأة وأول شخص من غير البيض تتولى منصب نائب الرئيس.
وتساءل ترامب عمّا إذا كانت هاريس فعلا “سوداء”؟ وتهكّم قائلا: “لم أكن أعرف أنها سوداء حتى قبل سنوات عدّة عندما حدث أنها أصبحت سوداء”.
واتهمها بأنها قدّمت نفسها على أنها “سوداء” لتحقيق مكاسب سياسية في أوساط السود الذين يمثلون كتلة مهمة في المجتمع الأمريكي.
وتابع: “أنا أحترم الفئتين، لكن من الواضح أنها لا تفعل ذلك، لأنها كانت هندية طوال الوقت ثم فجأة قامت بالالتفاف وأصبحت سوداء”.
ونشر ترامب صورًا لهاريس وهي تحتفي بأصولها الهندية.
وذكر معلقون أن تصريحات ترامب جاءت في حوار مع صحفيات أمريكيات من السود، وأمام جمهور من الصحفيين السود، وكأن ترامب كان يلعب دور “المصارع في عرين الأسود” لإرضاء قاعدته الانتخابية من البيض.
في المقابل وتعليقا على تصريحات ترامب، قالت كامالا هاريس إنه “قدّم العرض القديم نفسه من الانقسام وعدم الاحترام”.
وأضافت “الشعب الأمريكي يستحق الأفضل، يستحق قائدًا يقول الحقيقة، قائدًا لا يردّ بالعداء والغضب عند مواجهة الحقائق”.
تاريخ من عنصريّة ترامب
وأعادت تصريحات ترامب حول هاريس تسليط الضوء على سجله في استخدام هذا الأسلوب، إذ إن هذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها إلى استخدام لغة ذات أبعاد عنصرية.
ففي السبعينات من القرن العشرين رُفعت دعوى قضائية عليه بتهمة التمييز ضد مستأجرين من السود.
كما هاجم ترامب الرئيس السابق باراك أوباما مشيرًا إلى أنه ولد خارج الولايات المتحدة.
وهذا الجدل بشأن المكان الذي وُلد فيه أوباما، جعل من ترامب “رمزًا للتيار الشعبوي المحافظ في 2011، كما أدّت مواقفه المضادة للمكسيكيين والمسلمين دورا حاسما في الانتصارات التي حققها عام 2016″.
لكن مثل هذه التصريحات وإن كانت تُؤجج مشاعر القاعدة الانتخابية، وفق خبراء، فإنها قد تؤدي إلى نفور العديد من الناخبين الذين لم يحسموا مواقفهم، والذين يؤدون دورا محوريا في حسم الانتخابات كما حدث في الانتخابات الرئاسية والنيابية أعوام 2018 و2020 و2022″.
يذكر أن الملونين في الولايات المتحدة، من ذوي الأصول الهندية واللاتينية يبلغ عددهم نحو 34 مليونًا يشكلون نحو 9.7% من إجمالي عدد السكان في الولايات المتحدة.
وتنتمي هاريس إلى عرقية مختلطة ولطالما تباهت بهويتيها ذات الأصول الجامايكية (من ناحية الوالد) والهندية (من ناحية الوالدة).