أفاد مدير عام الهندسة الريفية واستغلال المياه بوزارة الفلاحة التونسية، عبد الحميد منجة، أمس السبت 7 ديسمبر 2024، أنّ وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، تعمل على تسقيف الاستهلاك الفردي للمياه، وذلك بالحد من الكميات الموزعة كي لا تتجاوز 125 لترًا للفرد في اليوم.
و أضاف منجة، أن هذا التوجه يندرج في إطار إستراتيجية المياه التي أعدتها الوزارة في أفق 2050، "والتي تأخذ بعين الاعتبار التغيرات المناخية الحاصلة"، وذلك في تصريحه لوات، خلال انعقاد ورشة عمل حول "تأقلم المؤسسة مع التغيرات المناخية"، في إطار تنظيم الدورة 38 لأيام المؤسسة بسوسة، تحت شعار "المؤسسة والتحولات الكبرى: التأقلم والفرص المتاحة".
ووفق المصدر نفسه، سيكون تسقيف المياه، عبر التشجيع على اقتناء تجهيزات مقتصدة في الماء على المستوى المنزلي والوحدات السياحية وبالتوجه نحو إعادة تدوير المياه على مستوى نفس الوحدة السياحية أو الوحدة الصناعية، ما سيمكن من التحكم في الطلب على المياه والرفع من كفاءة استعماله، وفق تعبيره.
ولفت المسؤول في الإطار نفسه، إلى أنّ الإستراتيجية تتضمن أيضًا، تحلية مياه البحر لتأمين التزود بالماء الصالح للشرب، "باعتباره الحل الوحيد الذي يمكن توخيه في ظل قلة الموارد المائية والتساقطات والتغير في زمن الأمطار، مع مراعاة التحكم في الطلب على المياه لتجنب التكلفة العالية على المجموعة الوطنية" على حد تعبيره.
كما تحدّث مدير عام الهندسة الريفية واستغلال المياه بوزارة الفلاحة التونسية، عبد الحميد منجة، عن برنامج الرفع من كفاءة الشبكات (النقل والتحويل والتوزيع) لشركة "الصوناد"، عبر الانطلاق في تجارب جديدة باعتماد عدادات ذكية والتحكم في المؤسسات ذات الاستغلال الجماعي على غرار المدارس والمعاهد والمبيتات، فضلًا عن القيام بالتدقيق المائي على كبار المستهلكين بالنسبة إلى الماء الصالح للشرب، إلى جانب ووضع خطة عمل للرقي بكفاءة الشبكات المائية، وفق قوله.
و أكد المتحدث ،أنّ الوزارة "تشتغل على إعادة استخدام المياه المستعملة المعالجة والرفع من درجة التنقية والتصفية والتي ستخول ضمان الأمن الغذائي خاصة في زراعة الأعلاف والحبوب والأشجار المثمرة وذلك في إطار الاقتصاد الدائري للمياه".
كما أشار المسؤول، إلى التوجه نحو تحلية المياه الجوفية للقطاع الفلاحي للمحافظة على غراسات الزيتون خاصة في منطقة الساحل وصفاقس بهدف سقي أكثر من 74 هكتارًا، فضلًا عن التوجه نحو الزراعات الأكثر مردودية والأقل استهلاكًا للماء وذات القيمة التسويقية العالية مع حصاد مياه الأمطار.