ثقافة و فن

قونيا التركية : مدينة التاريخ ... الروحانية و الطعام الشهي

 تقع مدينة قونيا التركية وسط جنوبي البلاد و التي تشتهر بتقاليدها وثقافتها الإسلامية الصوفية التي تحض على التواضع والزهد.وتُعد قونيا من أقدم المدن في العالم، إذ يعود تاريخها إلى العصر البرونزي،وهي مركز اقتصادي وثقافي مهم في تركيا.

أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو، سنة 2000، ضمن قائمة التراث العالمي تحت عنوان "قونيا عاصمة السلاجقة".
معالم تاريخية
تعرف قونيا بسحر معالمها البارزة و القرية من معالم تاريخية وجوامع ومدارس وكليات وخانات وحمامات قديمة ترجع إلى عهد الدولة السلجوقية والعثمانية.
مدرسة هاتونية بكارامان
 
 
مدرسة تقع في وسط مدينة كارامان، بنيت عام 1382، بأمر من نفيسة خاتون، إبنة السلطان العثماني مراد الأول، وزوجة علاء الدين علي القرماني. تعد هذه المدرسة تحفة معمارية فريدة، إذ تتميز بمبناها الحجري المزخرف والمنقوش بدقة عالية، وبجمالية خلابة، حيث تتضمن المدرسة على فناء مفتوح، وإيوان واحد، ذو باب مقوس ومزخرف، كما تحيط بفناء المدرسة الشرفات الحجرية، وتقع الصفوف الطلابية في الواجهات الشرقية والغربية.
معلومات حول مسجد هيجيبيلار
مسجد أثري وتاريخي، يتميز بمبناه المصنوع من الحجر المصبوب، والسقف القرميدي الأحمر، إضافة إلى الزخرفات والنقوش الإسلامية الرائعة، التي تزين جدرانه الحجرية الخارجية، تم بناء هذا المسجد في عام 1356، كما تم إعادة فتح المسجد، الذي تم استخدامه كمكتبة عامة لبعض الوقت، كمسجد للصلاة منذ عام 1989.
كما تشمل هذه مواقع ''كاتالهويوك'' الواقعة جنوب شرق قونيا. وهي مستوطنة تعود للعصر الحجري الحديث، اكتشفها علماء الآثار وتقدم نظرة رائعة على كيفية عيش الناس قبل 9000 عام.
و لمسنا خلال زيارتي لمدينة قونيا ، أن معظم المباني التاريخية تتميز بالبساطة كما بدا أهل المدينة هادئون ومهذبون للغاية خلال جولتنا في المدينة لشراء لبعض الحلويات المحلية التي تشتهر بها تركيا .
الطعام التقليدي في كونيا
 
تتميز الأطعمة التقليدية في قونيا بالنكهة اللذيذة و تقدم أنواعٌ مختلفة من الحساء، مثل حساء البامية التي تشتهر بها المدينة، بالإضافة إلى الأرز والخضروات والحلويات المحلية. وتحتوي هذه الأكلات على المكونات الأساسية المتوفرة في المنطقة.
متحف مولانا جلال الدين الرومي أيقونة تاريخية وروحانية
 
 
تشمل المعالم البارزة للسياح في قونيا التركية، متحف مولانا جلال الدين الرومي ومركز مولانا الثقافي، اين تقام طقوس "سما" اليومية، ومسجد علاء الدين الجميل.
و خلال زياتنا للمبنى الرئيسي وتحت القبة الخضراء يوجد قبر الرومي وعائلته وبعض مريديه حيث يقف الزوار أمامه ويقرؤون الفاتحة، ثم يكملون جولتهم لاستكشاف باقي مكونات المتحف، اذ يحتضن آثارا وكتبا عديدة يعود تاريخها الى القرنين الثالث عشر والرابع عشر ميلادي، ومنها مثنوية جلال الدين الرومي مكتوبة بخط يد أحد الخطاطين من تلك الحقبة، فضلا عن آثار وأشعار وكتب عديدة.
كما يضم المتحف، أيضا ملابس الرومي من جبة وأحزمة وعمامات ومختلف الأدوات التي كان يستخدمها.
ويعد متحف مولانا جلال الدين الرومي أيقونة مدينة قونيا، وقد تأثرت المدينة بتعاليم وأفكار جلال الدين الرومي الأمر الذي جعلها مدينة دينية روحانية تعج بالاف الزاور لمولانا و الاحتفالات التي تحتفي بذكراه من 7 إلى 4 ديسمبر من كل عام.
ويعود تاريخ متحف مولانا إلى ''حديقة ورد'' لسلطان السلاجقة علاء الدين قايقوباد، والتي أهداها إلى والد جلال الدين الرومي ''بهاء الدين ولد''، وعندما توفي جلال الدين في عام 1273م دُفن قرب والده في هذه الحديقة، وشُيدت فوق قبره قبة مخروطية مزخرفة بالقرميد والخزف الفيروزي، وفي عام 1854م تمت توسعة المبنى القديم للمتحف بإضافة مبانٍ جديدة إليه وأصبحت مزاراً عرف باسم “متحف قونيا للآثار العتيقة”، قبل أن يتحول في مارس 1927 إلى متحف للزوّار بمسماه الحالي ''متحف مولانا''.
 
 
نعيمة شرميطي