قال مدير رعاية الصحة الأساسية، الدكتور محمد مقداد، اليوم الأحد 23 فيفري2025، أنّ وزارة الصحة تعهّدت فور التبليغ عن حادثة وفاة الطالب بالمبيت الجامعي برقادة من ولاية القيروان، بسبب إصابته بالتهاب السحايا الجرثومي (الميننجيت) بالمخالطين له من خلال تطعيم 75 طالبًا بمضادات حيوية لا تتوفر سوى بالإدارات الجهوية للصحة.
وأضاف في تصريحه لوات، أنّ فريقًا من وزارة الصحة متكونًا من طبيبين، تنقل إلى المبيت الجامعي برقادة بالقيروان في ليلة يوم الجمعة وتم إعطاء المضادات الحيوية للطلبة من المخاطين للطالب، قائلًا إنّ وزارة الصحة "طبقت البروتوكول الصحي فور التبليغ عن الحالة للطالب الذي توفي يوم الأربعاء المنقضي".
وأشار في هذا السياق، إلى أنّ "الفريق واجه في البداية عدم تفهم الطلبة للبروتكول الصحي المتبع ما جعلهم يحتجون، إلّا أنه سرعان ما تمّ تطويق الوضع وتولى الفريق الصحي إعطاء الطلبة قرابة 8 أقراص من المضادات الحيوية لكل طالب لمدة يومين"، لافتًا إلى أنّ البروتوكول الصحي المتبع جاء تطبيقًا لمنشور وزير الصحة عدد 31 لـ26 فيفري لسنة 1996 للتكفل بالمكورات السحائية.
وفي الإطار نفسه، أكد مدير رعاية الصحة الأساسية، أن الطالب المتوفى تم إيواؤه في المستشفى يوم الأربعاء على الساعة الحادية عشر و21 دقيقة صباحًا وتم التعهد به مباشرة على الساعة الحادية عشر و26 دقيقة وكانت حالته الصحية متدهورة، الأمر الذي أدى إلى عدم استجابته للعلاج ووفاته في اليوم نفسه، بعد ظهور الأعراض يوم الثلاثاء المنقضي.
و حول هذا المرض، قال الدكتور محمد مقداد، إنّ تونس "تتوفر على اللقاحات ضد التهاب السحايا البكتيري (الميننجيت) وتم إدراجها في الرزنامة الوطنية للتلقيح للأطفال خلال سنتي 2011 و2019 وهي اللقاح ضد الهيموفيليس (l'Haemophilus) خلال سنة 2011 واللقاح ضد المكورات الرئوية (pneumocoque) في سنة 2019.
وأوضح أن التهاب السحايا أو "مينانجيت"، هو مرض خطير ومنتشر في جميع أنحاء العالم، مبينًا أن أعراض المرض تتمثل في ارتفاع الحرارة وأوجاع في الرأس والغثيان وعدم القدرة على التعرض لمصادر الضوء دون أن تكون مصاحبة لكحة أو أوجاع في الحلق أو سيلان الأنف. مشددًا على أنه من الضروري عند التفطن لهذه الأعراض الإسراع بزيارة أقرب مؤسسة صحية او استشارة الطبيب حتى يتم التعهد سريعًا بالشخص المريض.
وبيّن مدير رعاية الصحة الأساسية، أنّ العلاج يتم عبر إعطاء المضادات الحيوية لكنه أوصى في المقابل بعدم تناول المضادات الحيوية بشكل عشوائي والتي تقلص من شدّة الأعراض لكن الجرثومة تواصل انتشارها في الجسم.
وذكر بأنه يمكن أن ينتقل التهاب السحايا الجرثومي من شخص لآخر من خلال التعرض إلى رذاذ الإفرازات التنفسية وهو ليس مرضًا فيروسيًا بل تسببه بكتيريا الميننجيتيديس (meninjitidis) وبالتالي لا يمكن استخدام مصطلح فيروسي مشيرًا إلى أن الشخص يمكن أن يكون حاملًا صحيًا للبكتيريا دون أعراض.
وقد حذّر مقداد من خطورة التهاب السحايا الجرثومي الذي يمكن أن يتسبب في الوفاة إذا لم يكن التدخل ناجعًا وقال: "في حال لم يتم الإيواء في المستشفى منذ اليوم الأول لظهور الأعراض أو التشخيص المتأخر أو هبوط للمناعة".