عبر الممثل الفنان يونس الفارحي عن علاقته المركّبة والمزدوجة بعالم الفن، بين كونه ممثلاً وسيناريستًا، مؤكدًا أن التمثيل يظل حرفته الأولى والأقرب إلى قلبه.
و قال الفارحي خلال استضافته في بودكاست "الحكاية ومافيها" على قناة "تلفزة تي في"، "نلقى روحي ممثل أكثر من السيناريست... هذاك هوايتي الأولى ونحبها. السيناريست عندو حرية يتخيّل ويقتل ويعيش ويمشي وين يحب، أما ديما تبقى فما مسافة بينه وبين العوالم إلي يكتب فيها. أما كممثل، المسافة تختفي، تولي لصيق بالشخصية، تولي هو".
ووصف الفنان عملية التقمص التمثيلي بأنها تجربة "غير اعتيادية"، حيث يتماهى الممثل كليًا مع الشخصية، إلى درجة أن "يونس الفارحي يختفي ليبقى فقط الدور الذي يؤديه"، على حد قوله.
وفي تشبيه لافت، قال الفارحي: "ديما نقول الممثل هو أكثر 'حيوان' معمّر، لأنه يعيش أكثر من حياة. كان نجم نعدي أعمار الشخصيات إلي مثلتهم، نلقاني عايشت 300 سنة. هذه نعمة كبيرة منحتني إياها الحياة والفن."
وعن الجدل الذي أثارته تصريحاته السابقة بخصوص تدريس الفلسفة للأطفال، أوضح الفارحي أنه لم يكن يقصد تعقيد المفاهيم أو تمرير أفكار مريبة، بل أراد ببساطة أن يتعلّم الأطفال "كيف يفكرون، وكيف يندهشون ويسألون"، معتبرًا أن الفلسفة ليست مادة خطيرة كما يتصوّر البعض، بل مساحة لتعلّم التفكير الحر والسليم.
وأضاف: "أنا غلطت مرة وقلت علاش ما نقريوش صغارنا الفلسفة، الناس سبّتني! قالك شنوة تعلم فيهم؟ راهو ماكش باش تجيبلهم 'كانط'، أما باش تعلمهم كيف يطرحوا الأسئلة، يعرفوا الحدود ويفهموا العالم. هذا هو."
وختم الفارحي حديثه بدعوة إلى عدم الخوف من الفلسفة أو حرية التفكير، مؤكدًا أن الأوطان التي تُعلّم أبناءها السؤال، تضمن مستقبلًا أكثر وعيًا وإنسانية.