أكّد وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، عز الدين بن الشيخ، خلال زيارة ميدانية أداها إلى المركز الجهوي للديوان الوطني للزيت بولاية سيدي بوزيد، على أهمية الاستعداد الجيّد لموسم جني وتحويل زيت الزيتون لسنة 2025/2026، مشدّدًا على ضرورة رفع درجة الجاهزية الفنية واللوجستية للمراكز التابعة للديوان، لا سيما فيما يتعلّق بتوفير معدات التحليل ومواصلة عمليات الصيانة المتعلقة بتجهيزات الخزن، وذلك بهدف تأمين حسن سير الموسم وضمان استيعاب الكميات المنتظرة.
وفي هذا السياق، دعا الوزير إلى التسريع في استكمال تجهيز مخبر تحاليل زيت الزيتون بالمركز، وتمكينه من الوسائل الفنية الضرورية لأداء دوره بكفاءة، مؤكدًا في الآن ذاته على وجوب الانطلاق في إعداد مخطط عملي لتوفير طاقة خزن إضافية بالمركز ذاته، بما يتلاءم مع حجم الإنتاج المتوقع ويستجيب لحاجيات الفلاحين والمنتجين في الجهة، التي تُعدّ من أبرز المناطق الفلاحية في البلاد من حيث إنتاج الزيتون وزيته.
وبعد محطة سيدي بوزيد، تحول الوزير إلى ولاية سوسة، حيث قام، مرفوقًا بوالي الجهة سفيان التنفوري والرئيس المدير العام للديوان الوطني للزيت وعدد من الإطارات الجهوية والمحلية، بزيارة ميدانية إلى المركز الجهوي للديوان، أين تفقّد سير العمل واطلع عن كثب على تجهيزات المخازن ومخبر التحاليل، كما واكب ميدانيًا ظروف حفظ الزيت ومتابعة جودته في مختلف مراحل التخزين.
وشدّد وزير الفلاحة خلال هذه الزيارة على ضرورة التسريع في انطلاق الأشغال المتعلقة بتهيئة مغازة جديدة مخصصة لخزن زيت الزيتون، بطاقة استيعاب تقدّر بـ1200 طن، مبرزًا أن هذه التوسعة تُعدّ ضرورية لمواكبة النسق التصاعدي للإنتاج، ولا سيما في ظل التوقعات الإيجابية لموسم الزيت المقبل، ما يستوجب توفير بنية تحتية حديثة قادرة على استيعاب الكميات المتزايدة في ظروف تحفظ الجودة وتدعم تنافسية الزيت التونسي في الأسواق الداخلية والخارجية.
كما ذكّرت وزارة الفلاحة، في هذا الإطار، بمختلف التدخلات التي قام بها الديوان الوطني للزيت خلال الموسم الفلاحي المنقضي، والتي شملت بيع مشاتل زيتون لفائدة الفلاحين، وتنفيذ البرنامج الاستثنائي لتخزين زيت الزيتون، وشراء كميات من الزيت مباشرة من المنتجين وأصحاب المعاصر، بالإضافة إلى توفير خدمات تحليل الجودة والمشاركة في برامج تكوينية ضمن سياسة التعاون مع مختلف الهياكل والمؤسسات الفاعلة في قطاع الزيتون.
وتأتي هذه التحركات الميدانية في وقت حقّقت فيه تونس قفزة نوعية في إنتاج زيت الزيتون، حيث بلغ حجم الإنتاج حوالي 340 ألف طن خلال الموسم الأخير، مسجلًا زيادة بنسبة 55% مقارنة بالموسم الذي سبقه، في حين قدرت الكميات الإجمالية من الزيتون بحوالي 1.7 مليون طن، وهو ما يعكس التحسن الملحوظ في مردودية القطاع، بفضل تضافر جهود الفلاحين والدولة ومؤسسات الإحاطة.
ومن جانب آخر، كشفت آخر الإحصائيات الصادرة عن وزارة التجارة وتنمية الصادرات، أمس الجمعة، عن تطوّر هام في أداء صادرات زيت الزيتون، حيث بلغ حجم الصادرات خلال السداسي الأول من السنة الحالية 183 ألف طن، مقابل 126 ألف طن خلال الفترة ذاتها من السنة الماضية، أي بزيادة تعادل 45%، ما يعزز مكانة الزيت التونسي في الأسواق العالمية ويبرز قدرة القطاع على دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق عائدات هامة من العملة الصعبة، خاصة في ظل تزايد الطلب على زيت الزيتون ذي الجودة العالية.