شهدت ولاية توزر، مساء أمس الخميس 10 جويلية 2025،، عاصفة رملية قوية رافقتها رياح بلغت سرعتها حوالي 45 كيلومترًا في الساعة، محمّلة بكميات كبيرة من الغبار. وتسببت هذه العاصفة في انخفاض شديد في مدى الرؤية، خصوصًا على الطرقات الرابطة بين توزر وحامة الجريد وطريق حازوة، كما خلفت صعوبات تنفسية لدى السكان وتسببت في تراكم الغبار داخل المنازل.

في تعليقه على هذه الظاهرة، أوضح الخبير البيئي حمدي حشاد أن ما حدث يُعد نتيجة طبيعية لخصائص المناخ المحلي، حيث يؤدي الجفاف الشديد وهشاشة التربة إلى تفككها بسهولة تحت تأثير درجات الحرارة المرتفعة، التي وصلت إلى 45 درجة مئوية، ما يحولها إلى غبار خفيف تنقله الرياح.
وأشار حشاد إلى أن الرياح المعروفة محليًا بـ"الشهيلي"، القادمة من الجنوب، تزداد حدتها عند التقائها بجبهات هوائية باردة، مما يولد ظواهر عنيفة تُشبه ما يُعرف بـ"الانفجار الهابط"، حيث تنتشر كميات كبيرة من الغبار في جميع الاتجاهات.
وأضاف أن هذه الظواهر، وإن كانت موسمية بطبيعتها، إلا أنها أصبحت أكثر شدة وتكرارًا في السنوات الأخيرة، بسبب تغير المناخ وتدهور الغطاء النباتي في المنطقة. وأشار إلى أن أكثر من 80% من الغبار المحمول جوًا عالميًا مصدره صحارى شمال إفريقيا والجزيرة العربية، ويمكن أن يصل تأثيره إلى مناطق بعيدة خارج القارة.
واختتم حشاد تصريحه بالإشارة إلى أن تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لعام 2024 صنّف العواصف الرملية والترابية ضمن أبرز التهديدات التي تواجه الصحة العامة والاقتصاد والبيئة، إذ تؤثر على أكثر من 330 مليون شخص في أكثر من 150 دولة. ودعا إلى ضرورة وضع خطط بيئية واستراتيجيات للتكيف المناخي على المدى الطويل لمواجهة هذه التحديات المتزايدة.